آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
معن حمية
عن الكاتب :
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مشروع الإمارات الإرهابية سقط إلى غير رجعة...


معن حمية

كشفت عمليات التمشيط الميداني التي تجري في جرود عرسال عن مخابئ ومغاور وتحصينات وعن غرف سوداء مظلمة، كانت كلها تستخدمها جبهة النصرة الإرهابية، خلال فترة إقامتها غير الشرعية في تلك الجرود. وهذه الإقامة التي جرى التستّر عليها من قبل بعض القوى اللبنانية، كلّفت اللبنانيين أثماناً باهظة وسقط نتيجتها شهداء من العسكريين والمدنيين.

من يشاهد التحصينات التي أقامها الإرهاب في جرود عرسال، يدرك أنّها أقيمت للإقامة الدائمة هناك، ولجعل الجرود نقاط انطلاق نحو هدف إقامة إمارة إرهابية في لبنان. ويذكر اللبنانيون السيناريوات العديدة التي جرى الكشف عنها، وأخطرها كان سيناريو الإمارة الإرهابية التي تمتدّ من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع إلى طرابلس والشمال، وبالتالي الحصول على منفذ بحري. وهذا كان من الأهداف الرئيسة للمجموعات الإرهابية وخصوصاً تنظيم «داعش».

المجموعات الإرهابية على اختلافها وتعدّد أسمائها لم تتخلّ عن هدف إقامة الإمارة الإرهابية في لبنان، لكنها صرفت النظر عنه، نتيجة ضغط الجيش السوري وحلفائه وتحقيقه إنجازات كبيرة في الحرب ضدّ الإرهاب، ونتيجة الضغط الذي شكلّه الجيش العراقي والحشد الشعبي والذي أدّى إلى تحرير مدينة الموصل، وأيضاً نتيجة العملية العسكرية الاستباقية التي نفذها الجيش اللبناني ضدّ العناصر الإرهابية في منطقة عرسال، وكلّ هذا كان من العوامل التي أجبرت الإرهاب على وقف تمدّده وتأجيل بعض أهدافه. أما بعد عملية المقاومة التي تمّت بسرعة قياسية، وقضّت مضجع الإرهاب وأفضت إلى تحرير جرود عرسال، فإنّ مخطط الإمارة الإرهابية تحوّل إلى مجرد رسم كاريكاتوري غير قابل للتطبيق على أرض الواقع.

صحيح أنّ الرسم الموضوع للإمارة الإرهابية في لبنان لم يعد قابلاً للتطبيق، خصوصاً بعد سحق الإرهاب في جرود عرسال، لكن محو هذا الرسم كلياً، يتطلب اجتثاث الإرهاب كلياً من الجرود اللبنانية، وهذا ما بات قريباً وجدياً، حيث كلّ الأنظار تتجه إلى الجيش اللبناني لتنفيذ عملية عسكرية ضدّ الإرهاب في جرود القاع ورأس بعلبك، لوأد المخطط الإرهابي الذي يستهدف لبنان، ونسفه من عين أصله.

إضافة إلى ذلك، فإنّ عملية تمشيط سياسي تكشف النقاب عن حقيقة تورّط بعض الجهات اللبنانية، عن قصد أو عن غير قصد، في مشروع الإمارات الإرهابية، تحت عنوان دعم «الثورة السورية» المزعومة، كما تكشف أنّ هذا المشروع تحوّل إلى أشلاء وسقط إلى غير رجعة…

جريدة البناء

أضيف بتاريخ :2017/08/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد