آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. فهد الطياش
عن الكاتب :
المشرف العام على إدارة الإعلام التربوي بوزارة التعليم

وشلونك والكهرب..؟


د. فهد الطياش

أصبح من المحزن في حياتنا أن تتحول معاناتنا كمواطنين من شركة الكهرباء لتكون جزءًا من تبادل التحيات بيننا. فالعنوان أعلاه هو سؤال لم أكن أتوقعه من شخصية مرموقة في عالم العقار والاقتصاد. ولكن طرحه للسؤال يدفعني وإياكم نحو الخوض في بحر الأسئلة الشائكة التقريرية منها أو الإنكارية وتفريعاتها من طلب وتوبيخ وحض واستبطاء وتحقير وتهكم وغيره. والسبب أن شركة الكهرباء الموقرة زادت سعر الفاتورة حتى بات القادر اقتصاديا يرتاب فيها. ولقد ساءني الحال أكثر عندما اكتشف مواطن مسن أن فاتورة منزله الشعبي تجاوزت الـمئتي ألف ريال. وهي صورة للضرر الذي لحق بالناس من أسعار هذه السلعة الحيوية. والسعار الذي أصاب الشركة في رفع الأسعار يقودني إلى طرح سؤال أشكك فيه من كفاءة شركتنا في البحث العلمي والتطوير وفي الاستثمار الاستشرافي المبكر في الطاقة المتجددة. والسبب يعود لموقف الشركة السلبي من تشجيع البحث العلمي أو إنصاف من تقدم مبكرا بمشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية من الخلايا الكهروضوئية. فهي قد وقفت ضد توجهاتهم أو تهكمت منها والأكثر ألما هو الصمت المطبق تجاه تلك المشروعات وهي تتلبس صورة الكمال الزائف. وقد كتبت في هذه الزاوية قبل عام تقريبا في العدد 17403 في السابع من جمادى الأولى 1437هـ تحت عنوان "عندما تبيع بيوتنا الكهرباء" ولم نسمع حتى همسا من الشركة حول الموضوع. والفكرة عبارة عن تحويل البيوت من مستهلكة إلى منتجة للكهرباء بناء على تجارب عالمية ومنها مساهمة البيوت الأميركية المحدبة وغير المشمسة أحيانا في إنتاج الكهرباء وبيع الفائض للشركة المحلية. وبيوتنا – ولله الحمد – تفوق في قدرتها الإنتاجية بيوتهم, ولكن الفرق أن شركتنا التقليدية لا تؤمن بالتجديد والتطوير ناهيك عن مشاركة المستهلك في الربح بعيدا عن سوق الأسهم. والآن أعود لصلب الفكرة عسى ولعل أن تقوم بمناقشة موضوع مشاركة المواطن في إنتاج الكهرباء المنزلية بدلا من رفع السعر عليه في ندوة عبر جريدة الرياض. لو تحاول الشركة تجريب مشاركة المواطن في الإنتاج لارتفع سعر أسهمها وقيمتها, أما إن استمرت على هذا الحال فستواجه وقفة قانونية تحمي المصالح من عقليات لا تعرف الحل إلا عبر نافذة رفع السعر. فمن جرب الصعق مرة سيبحث عن بديل. المهم التفكير بشراكة مع المواطن قبل أن تأتي التقنية ببدائل تخسر فيها الشركة المواطن المساند والشريك. المهم وشلونكم مع الكهرب؟

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/08/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد