آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

فلسفة تيلرسون حول مصير الأسد.. فات قطار الفلسفة يامعالي الوزير


الدكتور محمد بكر

يعود وزير الخارجية الأميركي تيلرسون لترديد أسطوانة نظيرة السعودي عادل الجبير، لجهة أنه لامستقبل للرئيس الأسد في المرحلة القادمة وما سماها عملية السلام التي أقرها مجلس الأمن حول سورية، وبحديث طافحٍ بالفلسفة اعتبر الوزير الأميركي أن الذي تغير عندما وصلت الإدارة الأميركية الحالية للحكم، وعندما قبلت ببقاء الأسد في مرحلة ماقبل عملية السلام، إلا أنها تشدد على الآلية التي سيغادر بها الأسد والتي ستخرج من رحم عملية السلام، أي مرحلة المفاوضات الفعلية كما سماها ديميستورا بين الحكومة السورية والمعارضة.

مايجعل حديث تيلرسون عن مصير الرئيس الأسد، وكلام ديميستورا عن لحظة الحقيقة في سورية، هو في التوصيف أقرب للفلسفة، وحروف لن تتعدى شفاه الناطقين بها ينطلق من نقطتين رئيستين:

– الأولى في جملة التطورات الميدانية التي يواصل فيها الجيش السوري وحلفائه تقدمهم في الميدان، وجملة الإنجازات العسكرية المتسارعة التي أطلقت النار على كل الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن، لجهة سيطرة محور دمشق على مناطق استراتيجية بريف دير الزور الجنوبي، والسير قدماً للسيطرة وتأمين الحدود السورية العراقية، والاقتراب من السيطرة على حوالي ثمانين بالمئة من الجغرافية السورية، وتالياً يغدو الحديث عن مصير الأسد حديثاً ذو تأثيرات محصلة مفاعيلها صفر في معادلة الميدان.

– الثانية في صلابة مواقف حلفاء دمشق في موسكو وطهران الذين عدوا هزيمة الإرهابيين في سورية قد باتت قريبة جداً.

لا نعرف ماهي ملامح المرحلة التي تلي هزيمة الإرهابيين في سورية، ولاسيما بعد التماهي والتقارب والتوافق السعودي الأميركي، لجهة الحديث عن جملة الإجراءات والعقوبات المتخذة من قبل وزارة الخزانة الأميركية بحق حزب الله وإيران، ومابات يعده وزير الخزانة ستيفن مونشين ” أنظمة مارقة” تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة بحسب تعبيره، ولاننسى التوافق الإسرائيلي السعودي وجملة اللقاءات التي جمعت المسؤولين السابقين لأجهزة استخبارات البلدين وتحديداً تركي الفيصل وافرايم هيلفي،  وما بدأ يطفو على السطح من مفرزات زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج السعودي تامر السبهان، ومبعوث التحالف الأميركي لمدينة الرقة، ودعمهم لحراك الكرد وعملياتهم العسكرية في الشمال والشرق السوري.

محادثات أستانا، وكذلك محاثات جنيف التي أقرها ديميستورا في 28 تشرين الثاني المقبل، ستحدد ملامح مرحلة مابعد هزيمة الإرهاب في سورية، التي لا مكان فيها للفلسفة والتأويل.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد