آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد الفتاح ناجي
عن الكاتب :
أخصائي اجتماعي وتربوي وكاتب كويتي

أبداً.. لا يولد الإنسان عنيفاً!

 

 د. عبد الفتاح ناجي

نعم هو العنف الذي أرّق عيون المربين، وأخذ وقتاً وجهداً من الباحثين والدارسين، وآثاره امتد جذورها من الفرد حتى المجتمع الذي يعيش فيه ذلك الفرد، إنّه ذلك الشيء الذي لم يكن لـ«الكروموسومات الطبيعية» علاقة به، هو اختيار الفرد نفسه لنفسه أن يكون ذا استعداد لاكتساب ذلك «الهرمون غير البيولوجي» وهو العنف.

بدايته كانت بتوليد دوافع كان للعوامل البيئية التأثير الكبير فيها، والتي قامت بتوليد قوة ذهنية قادمة من اللاوعي، والتي إن سيطرت على الإنسان فغالباً ما تسبب مشاكل وكوارث كان بالإمكان تداركها، فالعديد من المشاجرات والصراعات الصغيرة والكبيرة بدأت في ثانية واحدة أعطى فيها الإنسان عقله فترة راحة لتحكمه انفعالاته من دون عقله، فهل حاول ذلك المعنِّف التوقّف للحظة قد تختصر عليه آثاراً قد يجنيها من العنف ــــ لا يستطيع معها فصولها في أيام ــــــ؟!

تكاد شمس النهار في كثير من الأحيان لا تشرق إلا ونسمع عن مشاجرة هنا وهناك، وقد تميل حدّتها لمجتمع الشباب الذكور، تلك الفئة ذات القوة المجتمعية التي ينتظر منها بناء الأوطان وقيادة خطط التنمية والتطوير.

وبما أن الإنسان ابن بيئته، وسلوكه ومنظومته القيمية هي بناء بيئي ساهم في تعزيزه استعداد نفسي، فالدور الكبير يقع على عاتق المؤسستين الأكبر في حياة الإنسان، الأسرة والمدرسة، فالتقليل من دور هاتين المؤسستين أو «سحب» الصلاحيات منهما في قانون «الثواب والعقاب» يُضعف من قدرتهما على «تهذيب» سلوك الأفراد، وبالتالي فرصة نشوء أنماط سلوكية غير مرغوب فيها اجتماعياً.
إن «الثمرة الجميلة» تحتاج ما يفوق الغذاء والهواء والماء، فهي من دون «تهذيب» وعناية واهتمام ورعاية قد تكون عكس ما نتوقعه منها.

ولكن رغم الأهمية الكبيرة للبيت والمدرسة فإنّ كثيرا من الدراسات تشير الى تأثير الإعلام والأصدقاء وغيرها من الأسباب، ولكن أرى أنه متى ما قامت الأسرة ومن بعدها المدرسة بدورها الحقيقي فسوف تفقد الرسائل الإعلامية المصوّرة والمسموعة قوتها، ولن يكون لأصدقاء السوء مكان. حيث ان جميع ما سبق قد حضر تأثيره عندما أعطت الأسرة والمدرسة الفرصة لهؤلاء في التأثير في الأفراد.
فكلما تراجعت أدوارها أعطى ذلك للآخرين مبرر الدخول في عقل الفرد وسلوكه تحت أهداف وذرائع مختلفة.
أيها المربون والمربيات أياً كان موقع عملكم (البيت أو المدرسة)، هؤلاء أطفال اليوم شباب المستقبل أنتم صانعوهم، فأبداً وأبداً لا يولد الإنسان عنيفاً!


 القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/11/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد