آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

على مسرح الاستدعاء.. “صقر” الرياض في مشهدية الانقلاب والدماء


الدكتور محمد بكر

من على منبر ”الاستدعاء”، يعتلي ولي العهد السعودي ويتصدر مشهدية ” الصقورية” ، يستدعي من يشاء ويُفصّل كما يشاء، ليس فقط الحريري من تم استدعاؤه، كذلك استدعي محمود عباس بحسب التايمز البريطانية التي أكدت بأن الأمير ولي العهد أمر أبو مازن بالاستجابة لخارطة السلام التي سيعرضها كوشنر صهر ترامب، أو فليستقيل، ربما وزير الخارجية المصري سامح شكري هو الآخر استدعي إلى الرياض، ينسف ولي العهد السعودي كل التأويلات وتوصيفات البيت السعودي الحاكم حول جناحي الصقور والحمائم، فلا صقور ولا حمائم في حضرة ” الأمير الشاب” كما يحب أن يطلق عليه حلفاؤه.

يتجاوز المشهد اليوم في توصيف سلوكيات ” الأمير الشاب” مسألة زلزال الفساد الذي يقوده في المملكة كجزء من رؤيته الاقتصادية 2030 وأن السعودية تتغير بحسب ما كتبه وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، وإن الأمير في اعتقادنا ليس فقط يصوغ كل عوامل تمتينه وتثبيته على العرش وقيادة الدولة السعودية الرابعة التي لن تتجنب بحسب الوزير القصبي القرارات الصعبة قصيرة الأجل لتحقيق الأهداف السياسية طويلة الأجل، بل في تظهير جديد للتحالفات وإعلانها والتلويح بلظاها لتسيد المشهد الإقليمي واستيلاد صورة الزعامة.

لا نعرف تماماً ماهو الحاضر في ذهن ولي العهد السعودي أو الأصح الملك السعودي محمد بن سلمان، وماهي ملامح المشهد السياسي الذي يتم طبخه، لكن ثمة مايشي أن الانقلاب الداخلي في المملكة، هو تهيئة لمشهدية انقلاب وتصادم ودماء، لن تجلب أي استقرار لهذه المنطقة بل ستعمق وتسهل كل ماأريد لها من تقسيم وتفتيت على طريقة برنارد لويس، فعندما يتحدث أمير قطر عن أن دول الحصار لا تريد الحل وأنها أهدرت كل القيم والأخلاق، وعندما يتحدث الأمين العام لحزب الله عن معلومات تؤكد طلب السعودية من الكيان الصهيوني بشن عدوان على لبنان، وعندما تكشف مصادر أمنية إسرائيلية وصفت بالرفيعة بأن رئيس هيئة الأركان الأميركية التقى بنظيره الإسرائيلي في إحدى الدول الأوروبية وبحثا مسألة ” التمدد” الإيراني ، وقبلها التقيا في العاصمة البلجيكية بروكسل بحسب محلل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية الثانية روني دانئيل، وعندما يتوافق خطاب الحلفاء من كبير ” قومهم” حتى صغيرهم على قاعدة أينما توجد إيران وحزب الله تكون الفتن وعدم الاستقرار، وعندما تشن جبهة النصرة وفيلق الرحمن هجوماً كبيراً على إدارة المركبات في الغوطة الشرقية بالتزامن مع ماأعلنه بوتين وأروغان عن أن القاعدة اليوم باتت جاهزة للعملية السياسية في سورية، والإشادة بإستراتيجية مناطق خفض التصعيد، مع كل ذلك يصعب استقراء مآلات المشهدية السعودية على مسرح الاستدعاء لكنها لن تكون بعيدة عن الدماء وصور الخراب يسأل في حضرتها “المراهق” السياسي قبل المحلل : أي فائدة تُجنى من هذا الدفع والإلحاح نحو مواجهة عسكرية ضد إيران؟

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد