آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نواف الزرو
عن الكاتب :
- مواليد القدس rnrn-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 .rnrn- بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل.rnrn- كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني .

قرار الليكود ضم الضفة للسيادة الإسرائيلية عدوان وإرهاب وسطو مسلح على الأرض والقضية!


نواف الزرو

في أحدث تطورات المشهد الفلسطيني الممتد من أقصى شمال الضفة إلى أقصى جنوبها نتابع :

في أعقاب ذلك القرار- الاعتراف الترامبي ب”القدس عاصمة إسرائيل الأبدية”، مادت الأرض تحت أقدامهم، طربا واحتفالات وتماديات وغطرسة صهيونية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكيان، ففضلا عن التصريحات التي أطلقت تباعا وتتحدث عن “أرض إسرائيل التاريخية” ، و”أرض الأجداد والآباء”، و”أن القدس لن تطرح على طاولة المفاوضات”، و”أن الاستيطان مستمر”، وغير ذلك، غير أن أهم وأبرز تطور هو القرار الذي اتخذه مركز الليكود الأحد الماضي وبإجماع الأعضاء الحاضرين(1500 عضو) وطالب فيه بضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، وكان لسان حالهم يتشق” فليفعل الفلسطينيون والعرب والأمم المتحدة ما يشاءون”، واعتبروا أن هذا القرار تاريخي، وجاء في نص مشروع القرار: “في الذكرى الخمسين لتحرير يهودا والسامرة، بما فيها القدس، عاصمتنا الأبدية، تدعو اللجنة المركزية لليكود قيادات الليكود المنتخبة للعمل من أجل السماح بالبناء الحر، وتطبيق قوانين إسرائيل وسيادتها على مجمل المجال الاستيطاني المحرر في يهودا والسامرة-أي الضفة الغربية-“. وقال رئيس الكنيست يولي إدلشتاين خلال المؤتمر: “لقد حان الوقت لفرض السيادة، والآن كل شيء يعتمد علينا والخطوة الأولى لإعلان ترامب سيتم ضم مستوطنة معاليه ادوميم إلى القدس″، وقال ادلشتاين “أن إعلان الرئيس ترامب فتح عهدا جديدا لدولة إسرائيل في القدس والضفة الغربية”.

  والعنوان الكبير الذي  نضع تحته خطوطا في هذا السياق، أن هذا القرار عدوان وإرهاب وسطو مسلح في وضح النهار على الأرض والوطن والتاريخ والقضية، وعلى مرأى من العالم كله.

  ومن القرار والنظري إلى الأرض والميدان،  فهناك بالتوازي قطعان المستوطنين اليهود الذين يشنون-تحت حماية الجيش-  حربا مسعورة على كل شيء عربي ، ففي القدس يصولون ويجولون ويعربدون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح وفي سلوان، وفي شعفاط وفي كل الأماكن المقدسية، فيتصدى لهم الشبان والفتية في معارك يومية والحرب تدور من حي لحي ومن منزل لمنزل..ناهيكم عن الاعتداءات اليومية على الأقصى والصخرة، حيث سجل على سبيل المثال: أنّ أكثر من (25) ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى بنسبة ارتفاع بقدر 75% عن عام 2016. وكانتّ مدة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى (1023) ساعة، فيما تم فتح المسجد أمام المستوطنين (232) مرة.

وفي منطقة بيت لحم تواصل قطعانهم مدعمة بقوات الجيش عربدتها كذلك  ضد الأرض والإنسان…

وفي خليل الرحمن فحدث بلا حرج: فالغرب الجامح-الكاوبوي الإرهابي- هناك في قلب الخليل، من قتل وإرهاب ومصادرة وقمع وتنكيل واعتقالات ضد الفتية.. وفي الخليل ناهيكم عن المواجهات اليومية سجل أيضا: أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية، منعت رفع الأذان من المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة 645 مرة، وذلك خلال العام 2017 المنصرم.

فهذا الذي نتابعه على امتداد مساحة فلسطين بعامة، وفي القدس والضفة الغربية المحتلة على نحو حصري، من  حملات تخريبية وهجمات تدميرية، ومن حملات حرق وقطع وإبادة لشجرة الزيتون الفلسطينية..

وهذا الذي نتابعه  من حملات اعتقالات ومحاكمات جماعية لأطفال فلسطين والقدس وسلوان على وجه الحصر…!
وهذا الهجوم الاستراتيجي الذي تشنه حكومة نتنياهو على الفلسطينيين والعرب لابتزاز اعترافهم ب”يهودية إسرائيل”..!

هذا الذي نتابعه ونشاهده من كم هائل من الأحداث والتطورات المتلاحقة المتراصفة إنما يأتي في إطار  مخطط استراتيجي صهيوني يستهدف الإجهاز على القضية والحقوق والأمل في المستقبل لدى أصحاب القضية والحقوق…!

ونستحضر هنا ما كنا وثقناه في مقالات سابقة ب:

 إن ما يجري على ارض القدس والضفة الغربية هو سطو صهيوني مسلح في وضح النهار على الأرض والقضية والتاريخ والتراث…!
 وما يجري هو انتهاك صارخ متواصل لكافة المواثيق و القرارات الدولية…!
 وما يجري هو استخفاف بالعرب واحتقار سافر لهم ولمبادرتهم العربية…!
وما يجري تغطيه دولة الاحتلال بالقوة الغاشمة..!.
ويمكن أن نقول أن تلك الدولة ترتقي إلى مستوى أكبر مافيا لسرقة الأوطان والأراضي والممتلكات على وجه الكرة الأرضية…!.
وكل ذلك يجري في وضح النهار  على مرأى من المجتمع الدولي…!

عالميا- بينما يجمع العالم كله تقريبا اليوم من أوروبا إلى الأمم المتحدة، ناهيكم عن الإجماع العربي والإسلامي على  رفض الاستيطان الصهيوني، إلا أن “إسرائيل” تستحضر دائما وتعمل وفقا لتلك المعادلة  في العلاقات الدولية التي كان وضعها بن غوريون  كما يلي:” ليس المهم ما يقوله الغوييم-أي الأغيار- وإنما المهم ما يفعله اليهود”….!

ولكن ما يفعله الصهاينة في هذه الأيام أنهم يشنون حروبا مفتوحة على الوطن والشعب العربي الفلسطيني، ويشنون حربا من نوع خاص بهم على الأرض الفلسطينية تستهدف  الاستيلاء الكامل عليها من بحرها إلى نهرها  على أنقاض  شعبها وحقوقه التاريخية فيها..!.

وليس ذلك فحسب، فهم يغطون عمليا السلب والنهب والسطو المسلح والجرائم بالايديولوجيا والأساطير الدينية، فالحاخام ياكوف سافير يعبر عن ذلك  قائلا:”إن الانتقادات الدولية للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية “سخيفة لأن الله هو الذي وعد اليهود بهذه الأرض وعلى العرب أن يرحلوا إلى مكان آخر، ويضيف:”أن هذه الأرض هي أرض يهودية-أنها ديارنا”؟.

وفي السياق وجّه ما يسمى بـ”حاخامات أرض إسرائيل” رسالة تحمل في طياتها تهديداً صريحاً وواضحاً لرئيس الحكومة نتنياهو(الذي لا يحتاج قطعا إلى تهديد) ينصحونه بألا يقوم بخطوات متسرعة من قبيل ترك -ما أسموه- بأرض إسرائيل لأعدائها لأنها ستجلب كارثة على الإسرائيليين وعلى نتنياهو بشكل شخصي حسب تعبيرهم”.

  عمليا على امتداد مساحة الأرض في الضفة الغربية لم يتوقف بلدوزر التجريف والاستيطان عن العمل في جسم الضفة، إذ تكشف لنا أحدث عناوين مشهد الاستيطان ونهب الأراضي العربية النقاب عن معطيات مذهلة حول مناطق نفوذ المستوطنات وامتداداتها وتداعياتها على مستقبل الوحدة الجيوديموغرافية الفلسطينية وعلى مستقبل الدولة الفلسطينية التي ما تزال تراوح في دائرة الحلم التاريخي…!

فعلاوة على قرار مصادرة (139كم2)  تقع ما بين القدس والبحر الميت، يشير تقرير للأمم المتحدة  مثلا إلى”أن 38,3% من أراضي الضفة واقعة تحت سيطرة المستوطنات الإسرائيلية”.

ولكن لترتفع هذه النسبة إلى” 40% من الضفة الغربية تقع تحت سيطرة الإمبراطورية الاستيطانية-كما وثق في المصادر الإعلامية الفلسطينية”.

وعلى نحو مكمل تفيد المصادر الفلسطينية بأن ” المخطط الإسرائيلي التهم حتى الآن حوالي 40- 50% من الضفة والذي ما زال ساري المفعول”، مشيرة إلى “أن الحركة الاستيطانية الإسرائيلية أعلنت عن خرائطها وتصوراتها للحل مع الفلسطينيين، والذي يتضمن حصرهم في معازل على مساحة 35% من الضفة في حين إسرائيل تقوم بالتهام بقية الأراضي”؟..

إذن ، هي حروب شاملة، حروب على الأرض والشعب الفلسطيني تتقدمها حروب الاستيطان والضم والتهويد، وهي سطو مسلح حقيقي يتسابق مع عملية المفاوضات والسلام العقيمة المماطلة، وتهدف إلى تطويب الضفة الغربية جزءا من”أرض إسرائيل إلى الأبد”…!
وكل ذلك جرى تحت مظلة المفاوضات والسلام الخادع والعجز العربي …!.

فجر أهلنا في القدس وأنحاء فلسطين انتفاضة القدس والأقصى ضد قرار ترامب وضد مشاريع الاحتلال التهويدية…والانتفاضة مفتوحة….!
فماذا يقدم العرب في ضوء كل ذلك…؟!
سؤال كبير عاجل ملح على الأجندات العربية..!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/01/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد