آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الجميلي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

جودة جامعاتنا: كُوَيِّس وغير مُشَخْبَط!!


عبدالله الجميلي

* يقول أحد أصدقائي الذي يعـمل مُحَاضرًا في إحدى جامعاتـنا الحكومِـيّة: صَدقني ورغـم حِـرْصِي على إثْراء معلوماتي بالجَـديد في تخَصّـصِي، وكذا تطوير قُدُرَاتِي ومهاراتي في التدريس؛ لكني أصِـبتُ بالكآبة، وأصبحت أَنْفِـرُ من دخول القاعات الدراسِيّة في جامعتي!!

* أما الأسبَاب فـنوعِـية الطلاب الذين في عمومهم يفتقدون للرَّغبة في الدراسة؛ فهم يحضرون للقاعات وكأنهم يُقَـادُون إليها بسلاسِـلَ، وجوههم شَاحِبَة، غير مُبَالِـين، ينشغلون بكل شيء وأيِّ شيء إلا متابعة أستاذهم والتفاعُـل معه، ومـشاركته مفردات المَادّة أو المُقَرّر!

* أولئك الطلاب يبدو أنهم التحقوا بالجامعات إما هُروبًا مؤقتًا من البطالَة التي تنتظرهم، أو أنهم اختاروا تخصصات لا يرغبونها، وإنما أُجْبِرُوا عليها بَحـثًا عن الفُرَص الوظيفية بعد التَّخَـرج!!

* نعم وبالتجربة طائفة كبيرة من (طـلاب جامعاتنا) يفتقدون لأدنى مهارات التّـعَـلّم، لا أتحدث عن الأخطاء النحوية والإملائية؛ فتلك ظاهِـرة وأزمة مُزمنَة لا عِـلاج لها، ولكني أقْـصِدُ أبسط مفردات التفكير الإنساني العَـاقِـل، والخِطاب والتعبير البسيط؛ فلكم أن تتَصُوروا أو تتخيلوا طالبًا جامعيًّا في مستويات عُليَا في كُلِّيَتِه يُسألُ في الفصل الدراسي الماضي ضمن اختبار (مُـقَـرّر مناهج البحث) عن صِفات ومُقوِّمَات المَخطُوط المُراد تَحْقِيقـه، فـتكون إجابته: (إذا كَان كُوَيّس، وغير مُـشَخْبَط)، فذلك الطالب وأمثاله يبدو لي أنهم لم يتجاوزوا في قدراتهم العقليّة مرحَلة (شَخْبَـط شَخَابِـيْط)، وهم نِـتَاج تعليم عَام المهم عند مسؤوليه أن ينجح الطالب حتى لو كان لا يَعْـرف القراءة والكتابة، والمُعَلِّـمُ الذي يتجرأ ويَرفض نجاح بعض طلابه لسوء تحصيلهم أو عـدميته يُعَاقَب بالمُسَاءَلَـة!!

* وهنـا يا هـؤلاء بالـتّجْربة والمعايشة والمُشاهَـدة (تعليمنا يَحتَضِـر، ولا تغرّنكم حكايات الاعتماد والجَـودة والتّصنِيفات التي تلهث وراءها جامعاتنا؛ فهي في أغلبها صُوريّة، وتمنح مِن دَكَاكِين كتلك التي تُقدم الشهادات العليا الوهمِـيّة؛ وقد بَصَم على ذلك (وكيل جامعة أمّ القرى للتطوير وريادة الأعمال الدكتور هاني بن عثمان بن غازي) عندما أكّد في حِوار مع (صحيفة المدينة) نهاية نوفمبر الماضي: (بأن تصنيف الجامعات تحول لعمل تجاري؛ حيث إن معظم الجهات التي تقوم به إما مؤسسات إعلامية أو شركات تجارية...)!!

* أخيرًا ما أنا مؤمن به (أن المقياس الحقيقي لجَـودة التعليم بمستوياته كافة أو مراحِله الدراسية هـو تَمَيّز مُخرجاته «سواء كانت طلابًا أو أبحاثًا أو برامج» ومساهمتها في صناعة الإنسان وتنمية المجتمع)؛ أما ما عدا ذلك فتَزييف للحقائق، وتَسَابق وهَدر للمال العام وراء لا شيء!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2018/01/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد