آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

لييرمان يتهيأ للعض وتيلرسون يلبس القفازات.. هيبةٌ تُداس وضغوطاتٌ لاتُقاس


الدكتور محمد بكر

تشتعل أقوال إسرائيل وأميركا تسكب المياه، هذا هول الحال الإسرائيلية والأميركية بعد أن مُست أخيراً هيبة إسرائيل وأسقطت فخر الصناعة الأميركية F16 بالدفاعات الجوية السورية، ليبرمان اعتبر أن الوقت لم يعد مناسباً للنباح بل هو وقت العض وسيردون بقوة، فيما تواردت أخبار من البنتاغون تنصح إسرائيل بعدم الإغارة مجدداً على سورية لأن احتمال إسقاط طائرة أخرى بصاورخ سوري أو إيراني هو احتمال وارد جدآ وإن الوضع لايتحمل أكثر ممما حصل، وصلت الرسائل سريعاً لواشنطن التي تلمست أن التحول  الاستراتيجي في كسر معادلة الردع الإسرائيلية لايتمثل وحسب في حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية، بل في عودة الروح لمكانة محور بعينه، وتنامي وحدة الصف ووجهة البوصلة إلى مسارها الطبيعي والذي يجب أن تشير إليه، ولاسيما بعد الموقف اللافت لحركة حماس بأن أي عدوان على المنطقة وسورية لن تكون كتائب القسام بعيدة عن المواجهة، مايؤسس بالمعنى العسكري لوحدة الجبهات في أي مواجهة مقبلة، من هنا نفهم عودة واشنطن للكلام الناعم،  بدأه ترامب باتصال مع بوتين قال فيه أن الوقت قد حان لإبرام اتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وزاد عليه حديث تيلرسون من عمان لجهة أن حزب الله جزء من العملية السياسية في لبنان، إذ بدا الوزير الأميركي كمن يلبس القفازات لتهدئة وتخفيف ” عضات” إسرائيلية محتملة تدفع واشنطن لصدام كبير مع الروس وحلفائهم ولاسيما أن الأخبار الواردة من أنقرة تشكل ضغوطات إضافية على واشنطن في مشهد الصراع في المنطقة ولاسيما بعد تصريحات رئيس حزب الحركة القومية في تركيا بهشتلي وتهديده لجهة أن خسائر أميركا في فيتنام ستكون متواضعة إذا ما استمرت بدعم قوات قسد في حربها مع تركيا في الشمال.

 فكيف ستكون ماهية الرد الإسرائيلي إذا ماابتلع الأخير الإهانة بعد العلم المسبق عن عدم فعالية وجدوى توسيع الحرب، وميل واشنطن للتهدئة؟

عندما يصف أحد المحللين الإسرائيليين الرئيس بوتين بأنه ليس صديقاً وأن العلاقات بين البلدين مجرد تكتيكية، وعندما يتحدث كبار المسؤولين الإسرائيليين عن أن الولايات المتحدة الأميركية قد تنازلت عن سورية، وتركت المجال الجوي مفتوح ليواصل بوتين التحكم بمصير سورية،  فهو مايعني عملياً أن الضغوطات الإسرائيلية على الجانب الأميركي ستصل لذروتها، ومن شأنها أن تؤسس في الفترة القادمة لمزيد من حروب الوكالة في الميدان السوري، وفي جبهات أخرى بين رأسي الصراع الدولي، وربما تتسارع وتيرة تفعيل بناء وتدعيم وهيكلة فصائل مسلحة على الأرض السورية تم الإعلان الأميركي عنها مسبقاً، وربما تلجأ واشنطن لتسليحها بصواريخ أرض جو محمولة على الكتف كما حدث في حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سراقب إرضاءً لإسرائيل.

الإصرار الإسرائيلي على تظهير طهران في واجهة المسؤولية عن إسقاط الطائرة الإسرائيلية، ربما سيقود دولة الاحتلال  للعمل على تصعيد غير مباشر في الداخل الإيراني، وتهيئة كل عوامل المس بالأمن الداخلي للجمهورية الإسلامية.

مابعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية سيغير مشهد الصراع الحاصل، وسيقود لسيناريوهات مواجهة أشد في مختلف الجبهات، لكن المؤكد أن دمشق وحلفاءها هم في الطريق الصحيحة التي تؤسس لتفعيل وحدة المواجهة من فلسطين إلى إيران، وإن الإسرائيلي وحلفاءه هم في أسوأ اللحظات والنوم لايلامس جفونهم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/02/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد