آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله عبدالمحسن الفرج
عن الكاتب :
كاتب سعودي

حتى لا تهرب رؤوس أموالنا للخارج


د.عبدالله بن عبدالمحسن الفرج

أعضاء مجلس الشورى يتساءلون عن أسباب توجه المستثمر السعودي للخارج، وهو سؤال مهم فنحن قبل أن نغري رؤوس الأموال الأجنبية بالتدفق علينا، نحتاج وقبل كل شيء أن نخلق بيئة غير طاردة لرؤوس أموالنا.

والاهتمام بزيادة الاستثمار ينبع ليس فقط من كونه وسيلة لإعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، الأمر الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه لتحقيق رؤية المملكة، وإنما أيضًا للدور الذي يلعبه في توظيف اليد العاملة أو هكذا يفترض، خصوصًا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار طبيعية التركيبة الديموغرافية لبلدنا التي تغلب عليها الفئات التي تقل أعمارها عن 30 عامًا. فهؤلاء الشباب الذي يتدفقون على سوق العمل بالآلاف كل عام يحتاجون إلى شغل.

ولكن فرص العمل لا تأتي من تلقاء نفسها وإنما من خلال: زيادة النشاط الحكومي وتوسع إنفاقه ونمو نشاط قطاع الأعمال. وهذا وذاك متوقف على أسعار النفط حتى الآن.

وإذا كان القطاع الحكومي منذ بداية العام الحالي قد بدأ يتدبر أموره بالحصول على موارد غير نفطية من خلال العائدات الضريبية فإن قطاع الأعمال إذا لم يتغير وضعه إلى الأسوأ فإنه لم يتحسن، وهكذا أسقط في يدنا، فالقطاع الحكومي مشبع بالعمالة، وبالتالي فإن إمكانياته التوظيفية محدودة، أما القطاع الخاص فهو غير مستعد لزيادة نشاطه ما لم يحصل على معدل أرباح مناسبة.

إذًا فليس أمامنا لخفض مستوى البطالة غير خلق البيئة المناسبة لقطاع الأعمال حتى يزيد نشاطه، والقطاع الحكومي معني بهذا الأمر، فرغم التحسن الذي طرأ على موقع المملكة في تقرير ممارسة الأعمال 2018 -من 94 عام 2017م إلى 92 عام2018م- فإنه لا يزال أمامنا الكثير لنعمله في هذا المجال. فحسب التقرير المشار إليه فإن توسع نشاط القطاع الخاص يحتاج إلى تقليل الإجراءات البيروقراطية الحكومية ومن ضمنها عدد الأيام اللازمة لبدء النشاط الاستثماري، والتي وصلت إلى 18 يومًا يحتاج إنجازها إلى 11 أجراء، وكذلك تراخيص البناء، التي وإن انخفضت عدد الأيام اللازمة للحصول عليها، لا تزال مرتفعة 89.5 يوما و17 إجراء، وكذلك تراخيص الكهرباء 68 يوما. فهذه الإجراءات وغيرها ما لم تكن أفضل مما لدى الغير، وخاصة جيراننا، فإن رؤوس الأموال سوف تمر بالقرب منا وتذهب إليهم.

من جهتها فإن الغرف التجارية الصناعية ومجلس الغرف يفترض أن يغيروا من طرق عملهم التي عفى عليها الزمن. فهذه الغرف يفترض، بدل حب الخشوم، أن تضع خارطة طريق لما تحتاجه رؤوس الأموال السعودية حتى لا تغادر البلد ورؤوس الأموال الأجنبية حتى يزيد تدفقها علينا.

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2018/03/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد