آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سعيد السريحي
عن الكاتب :
أديب وناقد سعودي

إفشال التوطين بالشروط التعجيزية


سعيد السريحي

لست أعرف ما إذا كانت تلك المنشأة التي اشترطت على من يتقدمون لوظائفها إجادة ١١ لغة فيما كتبته أو أنها كانت «تمزح»، غير أني في الحالين أرى من الضروري الكشف عن السلامة العقلية لمن وضع ذلك الإعلان على بوابة برنامج هدف، ذلك أن الجرأة وحدها لا تكفي لتفسير هذا الشرط الذي يبلغ حد الوقاحة، مما اضطر الجهات المسؤولة إلى إحالة المسؤولين عن تلك المنشأة إلى التحقيق، وكل ما نتمناه من الجهات المسؤولة هو أن تخبرنا بعدد اللغات التي يتقنها تحدثا وكتابة صاحب تلك المنشأة والعاملون فيها.

اشترطت تلك المنشأة على المتقدمين لوظائفها إتقان ١١ لغة تحدثا وكتابة، كما جاء في الإعلان، ومن بينها اللغة اليابانية والصينية والفرنسية والصومالية والإندونيسية والفيتنامية والإيطالية والألبانية والفارسية، ليس الشرط التعجيزي الوحيد الذي تشترطه بعض المؤسسات وتبحث من خلاله عن عذر حين لا يتوفر في المتقدمين لها ذلك الشرط أو يحول بينهم وبين التقدم لوظائفها كي تسارع تلك المؤسسات إلى طرق بوابات الاستقدام ثم لا يعنيها بعد ذلك توفر ما اشترطته فيمن تستقدمهم، ليس هذا هو الشرط التعجيزي الوحيد، وحسبنا هنا أن نشير إلى اشتراط الخبرة باعتباره شرطا يقف سدا دون توطين الوظائف بشباب حديثي عهد بالتخرج ولا خبرة لهم، اشتراط الخبرة التي يمكن أن تغني عنها دورات تدريبية تعقد للمقبولين من الذين يتقدمون لتلك الوظائف، فتلك الشركات إنما تبحث عن موظفين وعمال وليس إلى خبراء في ناسا ووكالة الطاقة الذرية.

ليست وحدها منشأة الإحدى عشرة لغة ما يستحق الإحالة إلى التحقيق وإنما كثير من المنشآت التي تضع من الشروط ما يمنحها عذرا لطلب الاستقدام.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2018/05/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد