آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

صدمة مفجعة في مجلس عزاء الشهداء !!!

 

علي آل غراش

الحضور المفاجئ لوالد الإرهابي التكفيري الانتحاري القاتل المجرم الذي أستهدف مسجد الإمام الرضا ع #الأحساء #محاسن_الأحساء ، شكل صدمة كبيرة، حيث أن قبور الشهداء لم تجف من دموع الأهالي والأحبة، والقلوب مازالت حزينة والكل في حالة فجيعة وألم وحسرة.

 

زيارة والد التكفيري الداعشي الانتحاري  في أول يوم أيام استقبال المعزين لتقديم العزاء والمواساة، توقيته غير مناسب للطرفين، حيث مشاعر الغضب من الجريمة البشعة، وحرارة الحزن على فراق الأحبة متوقدة في القلوب، وهذه حالة طبيعية في البشر.

 

كان ينبغي على القائمين ومن له علاقة أو خبر حول الزيارة أن يسعى لتأجيلها إلى وقت آخر أنسب.

وبالخصوص أن والد القاتل التكفيري قد تحدث لوسائل الإعلام بكلام أن أبنه مسحور ..، ولم يعبر كما مطلوب اتجاه الشهداء وأهاليهم والطائفة المستهدفة.

 

 

الله أعلم بالقلوب ولا نريد الإساءة لمن يزورونا هكذا تعلمنا من أئمة أهل البيت ع.

وأخلاق أهل البيت "ع" لا يرفضون من يأتي إليهم ولا يردون أحد.

 

ولكن ينبغي على المحب لأهل البيت ومحبيهم أن يحترمهم ويحترم مشاعرهم وبالخصوص وقت المصاب.

 

فالأئمة عليهم السلام وقت المصيبة والحزن لا يظهرون إلا الحزن ويأمرون الناس بإظهار الحزن والوجع والألم والتعبير عما داخل القلب المفجوع.

 

هل مناسب أن ير والد المجرم القاتل التكفيري الانتحاري بعينه ويسمع بأذنه كل عبارات الغضب بوصف أبنه بالمجرم القاتل الانتحاري الإرهابي ... ليعرف مدى فداحة جريمة أبنه.

وهل هو مستعد لسماع ذلك عن المجرم التكفيري القاتل واللعن؟.

 

 

أم المطلوب من الأهالي المفجوعين إخفاء تلك المشاعر الحزينة والغضب، لمشاعر الزائر. بل تغيير الخطاب إلى درجة  (...)، من باب مراعاة الآخرين والحفاظ على مشاعرهم المرهفة، ولكي يقولوا الزوار أن أفراد هذه المدرسة الشيعة طيبون (...) لا يغضبون مهما حدث ووقع عليهم ولو سفكت دماءهم وقطعت أشلاءهم وتم تكفيرهم !!.

 

هذه الزيارة في هذا الوقت تفتح جراح المصاب الذي مازال مفتوحا بل جراح الشهداء مازالت تنزف وهي تحت الثرى.

 

خطأ فادح من روج وسمح ورحب بفكرة زيارة والد القاتل الدموي المجرم التكفيري في هذا الوقت الحساس جدا، ومن أستقبله في هذا الظرف الحزين.

 

وهناك أكثر من سؤال لمن رافقه وجلس معه؛ هل سأله عن تربيته لأبنه، وهل كان ينشر فكر التسامح والتعددية والمحبة للشيعة بين أفراد عائلته؛ وهل كان يمنع الإساءة للشيعة في بيته. هل كان يمنع دخول الكتب وغيرها التي تكفر الشيعة وتسيء إليهم في بيته. هل كان ضد من يكفر الشيعة ويجييش ضدهم؟.

 

هل سيقوم الزائر بعد قيام أبنه بالعمل  الإجرامي التكفيري الإرهابي بالحديث عن مظلومية أتباع أهل البيت (ع) والمطالبة بإيقاف كل أشكال التكفير والإساءة في الوطن وبالخصوص في مؤسسات الدولة، كي لا يقع أبنه الثاني وغيره في مستنقع التكفيريين الإرهابيين القتلة وتتكرر الجرائم الانتحارية ضد الشيعة؟.

 

ماذا كان يقول المرافق له ومن يجلس معه أثناء زيارته، هل كان يصبره على ما ارتكبه أبنه المجرم القاتل الانتحاري، وسيلاطفه ويكرمه حسب الكرم الأحسائي ولو على الجراح والدماء ولوعة أيتام وأرامل وأهل وأقرباء وأحبة الشهداء الأبرار الأطهار؟ .

 

وقت الزيارة غير مناسب، لقد جدد علينا المصاب الأليم المفجع الحزين، وفتح لنا باب لنكتب عنه ليشغلنا عن مصابنا.

 

والعتب كل العتب من رحب بأن يقوم والد الملطخة يديه بدماء الشهداء بهذه الزيارة، أنها زيارة مؤلمة وفيها استصغار لحجم الحزن والمصيبة العظيمة و.... لدماء الشهداء العظام.

 

صحيح (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، ولكن الله أنعم على الشرفاء الأحرار بالعقل فينبغي اختيار الوقت المناسب، كي لا يسمع والد القاتل التكفيري الانتحاري كلام جارح عندما يتم وصف حقيقة ما قام به أبنه بأنه عمل إجرامي وجبان وحقير وإرهابي بعيدا عن الدين والإنسانية.

 

نعم من رحب بفكرة الزيارة واستقبله أرتكب خطأ فادحا ...، وأوجع قلوب أهالي الشهداء ومحبيهم وأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

 

ملاحظة: للأسف حديث والد التكفيري الانتحاري المجرم القاتل، لا يرتقي بمستوى الحدث والمسؤولية فهو سلبي.

فلا يوجد فيه أي تضامن مع الشهداء وأهالهم المفجوعين وقول كلمة بحق الشهداء ويصفهم بالشهداء، وأنهم ضحايا فكر يكفرهم.. وأن يطالب المسؤولين بمنع أي تكفير للمكون الشيعي.

 

أفراد المكون الوطني الشيعي أثبتوا وطنيتهم وحبهم للوطن والسلام ورفضهم للعنف والفوضى فهم يمارسونها بشكل عملي وليس مجرد شعار، فيكفي ذلك وعلى الشيعة التوقف عن إثبات ذلك بعد كل عملية تفجيرات ضدهم ( غريب وعجيب المظلوم المستهدف بالقتل المحب لوطنه من خلال أعماله هو من يسعى لإثبات وطنيته دائما )  بل هم الضحايا للقتلة التكفيريين الإرهابيين جنسيتهم من الوطن، والشيعة هم المظلومون الذين يتعرضون للتكفير والإساءة من مؤسسات الدولة، وقد قدموا عشرات الشهداء ومئات المصابين. بل المطلوب التحرك واستغلال الحدث للمطالبة بالحقوق الوطنية الحقيقية التي تؤمن للمواطنين العدالة والحرية والكرامة والتعددية، ومنع التكفير والإساءة لأي مكون وطني وبالخصوص الشيعي الذي يكفر في مؤسسات الدولة ومنها التعليم والإعلام. 

 

رحم الله الشهداء الأبرار الأطهار في (الدالوة والقديح والعنود والكوثر ومحاسن الأحساء .. وغيرها )، فهؤلاء ضحايا الفكر التكفيري الإرهابي الذي يدرس في مؤسسات الدولة. واللعنة على القتلة المجرمين الانتحاريين الإرهابيين ومن يقف خلفهم بالدعم الفكري والمالي والتشجيع على ارتكاب جرائم القتل.

أضيف بتاريخ :2016/02/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد