آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح جريبيع الزهراني
عن الكاتب :
كاتب وشاعر سعودي

نار يا حبيبي نار !!


صالح جريبيع الزهراني

يبدو أن شركة( كهربائنا )العزيزة التي لا نملكُ عنها( حِوَلاً )اتفقت مع فصل الصيف على سلخ جلودنا بحرارة فواتيرها المرتفعة التي جعلت ( شوط ) عقولنا يضرب..مما جعل جيوبنا تشعر ( بلسعة ) مؤلمة أتت في موسم غير مناسب أبداً..فما كدنا نخرج من موسم رمضان وموسم العيد..وقبل أن ندخل في موسم الإجازة الصيفية..وبعد الراتب بيومين..وقبل موسم الحج وعيد الحج بشهرين..وقبل موسم الدراسة..ما كدنا نخرج من كل هذه المواسم ونستعد للثانية إلا ( والتمست أسلاكنا ) العقلية ( وتشوَّطت ) جلودنا بفعل ( فولت..فولط ) عالٍ من شركتنا الحاتمية الكريمة جداً.

عزيزتي شركة كهربائنا الوحيدة الأثيرة..صحيح أننا مع رؤية 2030 وبرامجها..ومن ضمنها برنامج التحول الوطني..وصحيح أننا مع رفع الدعم الحكومي عن الخدمات وإعادة توجيهه إلى جيب المواطن المحتاج ( حساب المواطن )..وصحيح أننا مع الخصخصة وتحرير أسعار الخدمات لجذب الاستثمارات..وصحيح أن الشرائح معلنة..وصحيح أن سلوكنا الاستهلاكي في كل شيء ( لك عليه )..كل هذا صحيح ونعترف به..ونعترف بأنه يتوجب علينا تغيير عاداتنا الاستهلاكية قليلاً لكي نتعايش بكفاءة مع الوضع الجديد..لكن تعالوا..وحاولوا أن تجيبوا على بعض التساؤلات لنعرف وتعرفوا ما علينا وما عليكم :

1 – هل غيرتم من عقلية ( المنّ ) الفوقية..وأنكم ما زلتم تتفضلون علينا بخدماتكم..أم أنكم أصبحتم تنظرون إلينا كعملاء عندكم..كزبائن يجب المحافظة علينا..وأنكم في حاجة إلينا مثلما نحن في حاجة إليكم..وأن دخلكم كشركة يعتمد على جيوبنا وعلى الدعم الحكومي.

الحقيقة أنني أستبعد ذلك ما دمتم الشركة الوحيدة المحتكرة لهذه الخدمة..وستبقى ( العنطزة ) عند بعضكم حتى يأتي المنافس الذي أتمنى أن تسارع الدولة بإيجاده.

إدارة ( العنطزة ) هذه جعلتكم تقولون ( سدد ثم اعترض ) وكأن موظفيكم وأجهزة حاسباتكم ملائكة لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها.

إدارة ( العنطزة ) جعلتكم تقولون ( إذا لم تسدد قطعنا عنك التيار ) وكأن الطفل الصغير ليس بحاجة للدفء في فصل الشتاء ولا لتبريد الهواء في فصل الصيف..وكأن الطفل مسؤول عن تقصير أو فقر أو حاجة والده..وكأن ( القحمان والكهيل ) مسؤولون عن تقصير أبنائهم وعجز أبنائهم عن سداد الفاتورة..إن أسلوب ( ليّ الذراع ) هذا لا يتناسب مع شركة محترمة في دولة تطمح إلى أن تكون ضمن العالم الأول..خاصة وأن البدائل والحلول موجودة لضمان حقوق الشركة المالية.

إدارة ( العنطزة ) تجعلكم إلى اليوم تطلبون مبالغ خيالية من أجل تمديد ( سلكين ) وتركيب عداد ( أثري ) لعميل جديد..بينما يفترض أن تبادروا وتفرحوا وتسارعوا إلى إيصال الخدمة لهذا الزبون.

ولا أدري لِمَ تذكرت إحدى شركات الاتصالات التي كانت تطلب مقابل خدماتها مبالغ باهضة..واليوم تعطيك الشريحة ومعها جهاز ( وبوسة كمان ).

2 –  ما مدى فعالية أدواتكم وصلاحيتها ودقتها..ابتداء بنوع المحركات في محطات التوليد ونوع وقودها وكفاءة إنتاجها..مروراً بالتمديدات والقواطع والعدادات والصيانة..وانتهاء بكفاءة الأفراد ومنطقية الرواتب.

وأترك للمتخصصين هنا تقييم أدواتكم..ولكنني أشير فقط بأن انقطاعات طاقتكم مستمرة ومتكررة في بعض الأماكن وهذا دليل على رداءة الأدوات..وأشير كذلك إلى أن عداداتكم قديمة وما زالت تعتمد على القراءة اليدوية..في حين أن العدادات الذكية موجودة..وكذلك العدادات مسبقة الدفع..وأن الخطأ البشري وارد والتقصير وارد والعبث أيضاً وارد.

وبحسبة بسيطة فإنكم تفاخرون بأن لديكم 9 ملايين مشترك..فإذا افترضنا أن كل قارئ عداد سيقوم بقراءة 1000 عداد في يوم الإسناد..فإن هذا يعني أن لديكم 9000 قارئ للعدادات..أما إذا قسمنا أيام الإسناد على ثلاثة أيام..فيفترض أن يكون لديكم 3000 قارئ عداد..وهنا أتساءل..هل لديكم هذه الأعداد..أم أن خطط القراءة مختلفة..أم أن( لضرب الودع ) وقراءة الكف دور في هذا..أم لحسابات المعدل والنسب دور..أم لبراد الشاي آخر الليل وتوزيع الأرقام ( من الرأس ) دور في ذلك..وما دعاني إلى هذه التساؤلات وجود حالات غريبة..مثل بيوت مهجورة فواتيرها بالآلاف..أم يا ترى أن الجن ( الملاعين ) يستخدمون ( كهربتنا ) ونحن لا ندري؟!.

3 – هل واكب هذا التغيير أي مجهود سابق منكم لتوعية الجمهور..وتوجيهه إلى الاستعمال الأمثل..والأدوات الأمثل..وهل شجعتم البدائل ودعوتم إلى استخدامها..وهل تدخلتم في مسألة اشتراطات البناء..واشتراطات تصنيع الأدوات الكهربائية واشتراطات استيرادها..وهل تصيبكم ( أم الركب ) عند سماع كلمة ( الألواح الشمسية ) وطاقة الهواء..لماذا لا تشجعونها..لماذا لا تشجعون الناس على استخدامها..أو قل : لماذا لا تسمحون للناس باستخدامها؟!

أعذروني..فقد( لذعني )القلم..وشعرت ( بتيار 2020 ) يسري في ( تمديدات ) قلبي..مما أصابني ( بنفضة ) الخوف على رؤية وطني..وحاولت أن أتخلص من ( الطاقة ) الزائدة ( لأصعقكم ) بها.

صحيفة أنحاء

أضيف بتاريخ :2018/07/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد