آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مريم الشروقي
عن الكاتب :
كاتبة بحرينية

"محرّقي قُح" يطلب بيت إسكان من 96م!

 

مريم الشروقي

“محرّقي قُح”، ضارب في الأعماق حتّى النخاع، شاءت الظروف أن يعيش في بيت ورثه من أمّه كهبة، بمساحة لا تتجاوز 73مترمربّع، وتزوّج قبل 25 عامًا، وأنجب 7 أبناء وبنات، وقصّتهم قصّة أخرى نحكيها في وقت آخر.

هذا المواطن البحريني الأصيل لم يحلم حلما كبيرا عليه، ولكن حلم بحق من حقوقه، حلم بسيط جدّا جدّا في الحصول على بيت إسكان، أسوة بإخوانه البحرينيين، الذين حصلوا على وحدات سكنية.

المشكلة أنّ هذا المواطن تلقّفه الجميع يمنة ويسرة، يطرق الأبواب من أجل أبنائه، وكل باب يعطيه من الوعود ما لا تُعد ولا تُحصى، ولكن جميعها رجعت بخيبات أمل أيضا لا تُعد ولا تُحصى.

البداية في 1996م عندما تقدّم بطلب الإسكان، وهو يُمنّي نفسه ببيت العمر، أخبره الموظّف في وزارة الإسكان بأنّه لا يستحق وحدة سكنية، وذلك لوجود عقار باسمه يسكن فيه، ولكن الموظّف لم يتكرّم بمعرفة حجم هذا العقار، حيث إنه لا يتجاوز 73متر مربع، وإنّ هذا المواطن تقدّم بطلبه لحفظ كرامته هو وعائلته، وآآآه من ولكن في الدوائر الحكومية وخاصة الإسكان.

وفي سنة 2002م عند مراجعته لوزارة الإسكان لتقديم طلب وحدة سكنية، اكتشف بأنّه يستحق وحدة سكنية لصغر حجم بيته، وأن القانون يسمح له بتقديم الطلب، وأصبح الطلب من 2002م، وليس 1996م.

وفي سنة 2015م بعد مضي 13 سنة من الشقاء والصبر على الحياة المريرة، وأسرة كبيرة بميزانية صغيرة، وأبناء تخرّجوا منذ سنوات ولم يحصلوا على عمل بعد، أخذ وكيل وزارة الإسكان آنذاك الأوراق من المواطن، وقال له “أبشر إن شاء الله”، وبعد ذلك تواصل مع وزير الإسكان نفسه، وقد قال نفس الكلمة “أبشر إن شاء الله”، وتواصل معه مكتب الوزير وأخذ الأوراق منه، وطار المحرّقي فرحا، فهل هناك أفضل من الوزير أو الوكيل للحصول على الحقوق؟!

في سنة 2016م بحث المواطن عن الوكيل حتّى وجده في أحد الأماكن، فقال له استكمل بياناتك وستحصل على بيت في إسكان الحد، ثمّ وصلنا إلى 2017 م و2018م ولا يعلم هذا المواطن ماذا يقول لأبنائه عن بيت العمر، فهو “يطق الطوف” من دون فائدة، فإذا المحرّقي الأصيل لا يحصل على بيت إسكان فمن له الأولوية للحصول على بيت إسكان!

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/09/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد