آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أمين محمد حطيط
عن الكاتب :
عميد ركن مقاعد ومفكر استراتيجي لبناني.. أستاذ في كلية الحقوق اللبنانية

مخاطر مرحلة ما قبل الإعلان عن «صفقة القرن» ومواجهتها

 

العميد د. أمين محمد حطيط

والجدير ذكره، أنّ هذه الخطة وحتى من غير إعلان مضمونها بشكل رسمي وضعت موضع التنفيذ في بعض جزئياتها، وشرعت أميركا بالقيام بما التزمت به في هذه الخطة حيال «إسرائيل» خاصة لجهة فرض السيادة الإسرائيلية على الأرض المحتلة في فلسطين والجولان وإسقاط حق العودة المنصوص عليه بالقرار 194، لكن الإعلان الرسمي عن الخطة والحصول على قبول الأطراف المعنيين تراه أميركا أمراً لا بد منه لضمان نجاح هذه الصفقة وتنفيذها كما أراد واضعوها.

وبمراقبة السلوك الأميركي معطوفاً على دراسة تحليلية للواقع الخاص بكلّ من تلك الكيانات الرافضة لتصفية القضية الفلسطينية، نتوصّل إلى توقع او تحديد مواطن العمل العدواني الأميركي الإسرائيلي ومعه أداء خليجي عربي مساعد لضمان نجاح أميركا و»إسرائيل» في تصفية القضية الفلسطينية، ونرى التالي:

ثانياُ: في العراق. تسعى أميركا لإعادة إنتاج وإحياء خلايا داعش دون العودة إلى السيطرة المناطقية أو تكوين ما أسمي «دولة إسلامية» بل خلق تهديد أمني فاعل ومتواصل من شأنه إرباك الحكومة والشعب في العراق ودفعهما للتمسك والاستعانة بالقوات الأميركية والاستجابة للإملاءات الأميركية في مجال تركيز القواعد العسكرية خلافاً لاتفاقية الإطار الأمني والضغط لوضع اليد على نفط العراق «تسديداً لنفقات الحرب» العدوان على العراق ومنع العراق من التدخل أو الانخراط في أي شأن إقليمي أو تعاون مع محور المقاومة.

رابعاً في لبنان: تسعير عملية الضغط المالي من باب التهويل بخطورة هذا الوضع، مترافقاً مع إعادة الجدل حول شرعية المقاومة ووجوب نزع سلاحها. ومن هنا تأتي إعادة طرح مسألة مزارع شبعا والتشكيك في لبنانيتها أو التهويل بالحرب المدمرة الساحقة كما التهويل بإفلاس لبنان والتخويف من إلغاء ما قدمه مؤتمر سيدر لصالح لبنان من أموال.

باختصار يمكن القول إن فترة ما قبل الإعلان عن صفقة القرن ستكون فترة قاسية موسومة بعنوان: «النار والحصار للإشغال والترويع وفرض الإذعان» لتمكين أميركا من تصفية القضية الفلسطينية على طريقتها خدمة لـ«إسرائيل» واستباحة للحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية، حيث إن أميركا تخيّر المنطقة بين أمرين: إما الاستسلام والإذعان لإرادتها في تصفية القضية الفلسطينية وإقامة شرق أوسط مستعمر أميركياً بإدارة إسرائيلية أو الحرب المستمرة والتجويع للتركيع. فهل تنجح الخطة؟

وباختصار نستطيع القول بأن أميركا وأتباعها المعنيين بصفقة القرن سيحاولون بالنار والحصار إنتاج بيئة الخضوع والإذعان لخطة ما يُسمّى «صفقة القرن» بكل وحشية ولا أخلاقية وبأعمال لا شرعية ولا قانونية من أجل تمرير الصفقة وحمل الأطراف على الإذعان لها، لكن محور المقاومة وبكل مكوّناته وكل وفقاً لدائرة عمله عازم على التصدي وإفشال المسعى ومنع تصفية القضية.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/05/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد