آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بسام أبو شريف
عن الكاتب :
أحد المستشارين السابقين للراحل ياسر عرفات . وهو من مؤسسين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . صاحب وثيقة أبو شريف حول السلام .

خلاف مستمر سرا بين بولتون وترامب.. الوضع يفتح الباب أمام فرصة نادرة لتحطيم صفقة القرن.. ومحور المقاومة مؤهل لالتقاط الفرصة والقيام بالمفاجأة

 

بسام أبو شريف

– خلافات بولتون ترامب والشرق الأوسط إذا ربحت إيران –
في آخر تصريح له بعد سلسلة من التهويلات والتهديدات لإيران ، قال بولتون : أحذر إيران من أي تصرف خاطئ ، فأي هجوم على قواتنا أو مواقعنا أو مواقع حلفائنا من قبل إيران أو وكلائها في المنطقة سنرد عليه ردا أقل مايقال عنه أنه  “دون رحمة ” .

جاء تصريح بولتون هذا بعد أن أمر بتحريك قطعة بحرية تحمل صواريخ نووية تكتيكية ، وفي خضم دعوات ترامب للإيرانيين بأن يتصلوا به وإعلامهم أنه أودع رقم هاتف خاص لدى السويسريين لتسهيل الاتصال به مباشرة !! .

تاريخ بولتون الدموي معروف ، فهو رجل غير موزون الفعل وغير موزون الأخلاق عندما يتعلق الأمر بقتل مئات الآلآف من المدنيين كجزء من حربه العنصرية والنرجسية للتحكم بالشعوب وثرواتها ، وهو يعتقد ( بسبب أمراضه النفسية ) ، بأن للولايات المتحدة الحق بأن تحكم العالم .

وتترجم صفات بولتون الإجرامية في هذه اللحظة باستغلاله غير المشروع لصلاحيات منحها له ترامب ( الذي يسعى لصفقة مربحة مع إيران ) ، كي يسير إلى حافة الحرب دون أن يشنها ، فهو يسير على الطريق إلى حافة الحرب لكن دون أن يضع الضوابط لمنعها لابل قام هو وبومبيو ” إلى حدود معينة “وإيران “دون حدود ” ، بترتيب عمليات قد تفجر الحرب دون أن يستدل أن بولتون يقف وراءها ومن هذه العمليات ” حسب مصادرنا الحساسة ” ، تلك التي يجري التكتم عليها الآن في لبنان وتشمل هذه العمليات استهداف عدد من القضايا بعضها مالي واقتصادي ولكن أهمها تلك التي تركز على الاغتيالات والتفجيرات ضد حزب الله .
وحرص بولتون أن تأتي تلك العمليات وكأنها داخلية ونتيجة صراع طائفي ، وتلعب إسرائيل هنا الدور الرئيسي بتمويل سعودي مفتوح ، ويستند بولتون في سعيه ” دون علم ترامب ” ، للقيام بهذه العمليات على دعم السعودية ودول الخليج التي تمارس الآن ضغوطا على ترامب للإقدام على توجيه مدافعه وصواريخه لطهران ، وعليه فإن كل الذين يظنون بأن الحرب غير واقعة مجبرين على إعادة النظرفي ترجيحاتهم ، فالعدو الأميركي يكذب دائما إلا عندما تكون الفريسة بين أنيابه .

ونلفت الانتباه هنا إلى أمور قد تبدو صغيرة ، وغير مؤثرة لكنها هي التي تدل على طبيعة النسيج الذي يحيكه بولتون وعصابته العنصرية الصهيونية ، نلفت الانتباه إلى أن نتنياهو لايريد فتح أي معركة غير معركة إيران ، فقد سارع للقبول بوقف اطلاق النار في غزة مما حدا بوزرائه أن يقولوا : لم تربح شيئا من الهجوم على غزة .
كما نرى انه يسكت أي صوت في بطانته المتطرفة يدعو لمعارك غير معركة ايران ويبقى أن نتذكر زلة لسانه أثناء حملته الانتخابية حول ضرب اسرائيل لشاحنات نفط ايرانية مخالفة لقرار بيع النفط ، والآن علينا أن نبقي في الذهن أن استقالة وزير الدفاع الاميركي كانت احتجاجا على تدخل بولتون وكوشنر في أمور وزارة الدفاع وأبقى ترامب الوزارة دون وزير حتى تكون تحت صلاحيات مجلس الأمن القومي أي شركة ترامب بولتون الصهيونية ، وتظهر أقوال رئيس الأركان الاميركي اليوم مدى الخطورة التي يدفع باتجاهها بولتون ، فقد أعلن أن حاملة الطائرات الاميركية التي عبرت قناة السويس قد تتخذ موقفا ثابتا لها في مضيق هرمز أي المياه الايرانية  وهذا بحد ذاته شن حرب على ايران .
اذا كان بولتون يعتبر أي هجوم أو مس بالمصالح الاميركية أو بمصالح حلفائها هو إعلان حرب سيرد عليها بدمار شامل ، فماهو الجواب لدى محور المقاومة على سؤال هام هو : كيف يكون الرد على عمليات تقوم بها أجهزة عميلة لأميركا أو حلفاء واشنطن في المنطقة وليس القوات الأميركية مباشرة ؟

من هذا السؤال النابع من طبيعة المد والجزر الراهنين نلتقط طريق المخطط الأميركي ، فالولايات المتحدة تعتبر إسرائيل شريكا رئيسيا في المخطط أن لم يكن أكبر من رئيسي ، وتعتبر أن إسرائيل قادرة عدة وتكتيكا على الرد وتوجيه ضربات استراتيجية وهي لذلك لاتشكل لواشنطن عبئا في الحماية أو الدفاع ، وطالما أن إسرائيل هي رأس الحربة وليس حاملة طائرات بولتون ، وطالما أن اسرائيل تركز كل التركيزالآن على إيران وضربها ( حتى بغفلة عن واشنطن ) ، فإن الرد هو بالدفاع الهجومي .

أخذ المبادرة هنا هو عنصر المفاجأة ، فما لاتتوقعه استخبارات واشنطن وتل أبيب والرياض هو أن يقلب الوضع الذي خلقه ترامب ، أي حصار إيران حتى الاختناق ثم اجبارها على التعاون إلى وضع مغاير ، هو انقضاض محور المقاومة بأسلوب حرب الشعب على أكثر من موقع تتركز على رأس الرمح ، هكذا تقلب الأمور .

حرب اكتوبر نجحت لأن الاستخبارات الاسرائيلية أخطأت بمقدار كبير سمح بتحويل هجوم الجيش المصري وعبوره القناة يكون مفاجئا مئة بالمئة .

( البيت الأبيض والبنتاغون والأمن القومي يعملون كلا باتجاه مختلف )
بومبيو الحائر بين سلطة بولتون وهبات ترامب حدد 12 شرطا على ايران ” سبق أن كتبت عنها أمس ” ، واليوم يقلص ترامب الشروط إلى شرط واحد !

حتى لانحمل الأمر أكثر مما يحتمل يدلنا هذا أنه لايوجد تناسق وتكامل أو تطابق بين البيت الأبيض وبين مجلس الأمن القومي وبين الخارجية ، ولاشك في أن البنتاغون ضمن هذه الحالة ضائع وحائر لدرجة أن مسؤولا في البنتاغون ضحك من الوضع وقال : ” نحرك أساطيل دون مهمات محددة ” ، هذه التشابكات تزيد من فرص نجاح معارك المقاومة التي لايمكن لهذا الثلاثي ” الأميركي الاسرائيلي السعودي ” ، أن يربطها بهدفه الأساسي وهو تركيع ايران وشطب قضية فلسطين من جدولها وانجاح صفقة القرن .

وعلى سبيل المثال ، يشاهد الجميع أبطال الجيش العربي السوري يتقدمون لخط ادلب لحسم الأمور هناك ، ورغم عويل حلفاء وداعمي الارهابيين لم يتحرك الغرب كما تحرك أثناء معركة حلب مثلا على الرغم من كلام ماكرون ” العميل الصهيوني” استمرت المعارك بتقدم مضطرد للقوات العربية السورية ولم تتوقف موسكو عن الدعم ، كذلك لايعير أحد اهتماما كبيرا لعويل عملاء السعودية في اليمن ازاء انسحاب اللجان الشعبية من موانئ الحديدة أحاديا برقابة ومشاركة الأمم المتحدة !!

وذلك بعد انتصارات تحرير أجزاء كبيرة من الضالع ، ولاشك أن ( المواجهة الحامية في عدن قريبا ستكون مفاجأة أخرى لحسم الاشراف على باب المندب وتحرير سوقطرة من الاحتلال والضم ؟! ) .
وفي ليبيا والسودان والجزائر تتراجع القوى المرتبطة بالتحالف غير المؤسس الذي يشن حرب الصهاينة والأميركيين على جماهير أمتنا ، فماذا عن ” ضربة على النافوخ ” ، كما يقال ؟؟

التنسيق والتناسق واحكام الخطط وضبط تنفيذها وتوجيه اللكمات حيث تؤدي غرضها ستكون مدخلا لهزيمة الصفقات وحروب الصفقات ، وستكون بداية لانهيار عملاء إسرائيل من الأنظمة وهزيمة الولايات المتحدة مرة أخرى في الشرق الأوسط .

البيت الأبيض لايعرف كيف ستسير الأمور ، وفشل مباحثاته مع الصين سيزيد من رعب البيت الأبيض وسيبدأ ترامب بفقدان الثقة بنفسه وبقدرته على الفوز في الانتخابات ( خاصة إذا ظهرت فضائح جديدة حول تهربه الضريبي ) .
لنأخذ الفرصة بيدنا .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/05/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد