آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

حقائق مهمة حول خلية التجسس

 

علي آل غراش

"لا أصدق كل ما نشر حول إتهامه بالخيانة للوطن، كيف وهو الذي زرع فينا حب الوطن والإخلاص له والسعي لإعماره ، وزرع فينا حب الدراسة والحصول على أعلى الشهادات والعمل في أي منطقة لخدمة الوطن، وهو الذي مازال لغاية يوم القبض عليه يعمل أستاذا في الجامعة برتبة بروفسور، يتم تجديد عقده للعمل رغم تجاوزه سن التقاعد نتيجة أمانته وإخلاصه والحاجة اليه". هذا ما عبر عنه شاب مصدوم من أقرباء أحد المتهمين بما يعرف بخلية التجسس المزعومة دون تقديم اي دليل.

 

كيف يتهم من ربى أجيالا لخدمة الوطن، بعدم الوطنية وهو من طبق الوطنية من خلال معاملته وممارسته اليومية، وأفنى حياته في خدمة الوطن والتدريس في الجامعة؟.

 

وكيف يتهم من هو طبيب متخصص في أهم مستشفى حيث قدم طوال حياته كل ما يساهم في إنقاذ حياة المرضى وتخفيف ألآمهم وأوجاعهم، وهو مشهود له بالإخلاق العالية والمهارة؟.

 

وكيف يتهم من هو من أفضل الكوادر المتخصصة في المجال المالي والمصرفي قدم طوال العقود التي أمضاها في عمله لخدمة الوطن ومؤسسته المالية وكل من تعامل معه يشهد له بالمهنية العالية والإخلاص والأمانة؟.

 

ليس من الطبيعي والعقل أن يصدق المرء كل ما يقال عمن وجده طوال حياته يبذل كل ما يؤكد على حبه للوطن، ويشهد له جميع من تواصل معه ومن درس لديه بالسيرة الحسنة. هل يكذب المرء كل ما رأه من إخلاص ووفاء وعطاء، ويصدق ما لم تراه عيناه ولا يصدقه عقله من اتهامات ضد الآخرين دون تقديم أي دليل!؟.

 

هناك قصة تذكر : شخص شاهد رجلا من بلدته ظهرت إشاعة حوله إنه مات.

فقال له: يا فلان يقال أنك مت !

قال: أنا أمامك حي ولم أمت.

فقال : من أخبرني بموتك ثقه لا يمكنني أن أكذبه .. أنت عندي ميت وستبقى ميتا، مستحيل أن أكذب الثقة.

 

نعم يوجد في المجتمع للأسف من هم بنفس هذه العقلية الذين يكذبون الحقائق التي تراها أعينهم، ويصدقون ما ينقل ويقال عن الآخرين، بل في المجتمع من هم أسوأ من عقلية هذا الشخص الذي يكذب ما يراه وما يشاهده ويصدق ما يقال ثم ينقل ما يخالف الحقيقة كما هو راها وشاهدها.

 

مع بداية محاكمة أفراد ما يعرف بخلية التجسس، - الذين تم القبض عليهم قبل نحو 3 سنوات دون أن يسمح لهم طوال تلك الفترة الإلتقاء بأي محامي، والذين زاد عددهم بشكل غريب في وقت المحاكمة فقد زج باسماء جديدة (غير معروفة) - كتب بعض الكتاب في الصحف الرسمية من يدعون معرفتهم أو زمالتهم لبعض من أتهموا بالتجسس ما يؤكد على حسن سيرتهم وإخلاصهم طوال فترة التعامل معهم، إلا أنهم يكذبون أنفسهم وما رأته أعينهم، ويصدقون روايات وزارة الداخلية رغم عدم تقديم أي دليل يدين المتهمين، فقاموا بالإساءة والتجريح والتجريم، لدرجة المطالبة بتطبيق أقسى العقوبات (القصاص)، قبل أن يتم عرض المتهمين على المحكمة، والتحقق من الاتهامات، أي الزميل تحول إلى قاضي !!.

 

أحد الكتاب كتب تحت عنوان (زميلي الجاسوس) في جريدة عكاظ : بأن خبر معرفة اسم الطبيب نزل على رأسه كالصاعقة (صدمة) والسبب معرفته بالطبيب كزميل فيصفه قائلا: "طبيب من أنشط وأذكى الأطباء الذين زاملتهم في القسم لسنوات عديدة، أكلنا وشربنا وسهرنا ونمنا في غرفة المناوبات معا واشتركنا في كثير من المهام والواجبات.. تدرج في مناصب ومسؤوليات مهمة في قسمه ..، وبعد مغادرتي المستشفى لم ينقطع التواصل وكان كل المرضى الذين نحولهم له يشيدون بكفاءته ومهارته". ولكن هذا الكاتب رغم العشرة الطويلة الممتازة لسنوات عديدة وليس فقط أربعين يوما حيث يكشف المرء فيها، ينقلب على زميله: ".. الهادئ المنصرف طول الوقت لعمله والذي وصل إلى درجة استشاري". فيصدق الكاتب روايات وزارة الداخلية دون دليل ويكذب نفسه وما رأته عيناه طوال سنوات الزمالة، فيكتب وكأنه متأكد من التهم قائلا: أن يكون لديه وقت .. لأسوأ عمل يقوم به إنسان ضد وطنه" بل يطالب الكاتب القصاص بحق زميله:" .. طالبت بأن يعرف كل مواطن أسماءهم لأن القصاص منهم حق للجميع".

 

كيف لزميل تعامل مع بعض هولاء المتهمين بشبكة التجسس فوجد منهم حسن التعامل والأخلاق الفاضلة والمهنية، يقول أنه فوجئ مما نشر من اتهامات ضدهم، أن يصدق إتهامات وزارة الداخلية دون تقديم أدلة ويكذب ما رأته عيناه؟!.

 

والمصيبة عندما يقوم طالب بإتهام أستاذه من أعتنى به بكل أمانة وإخلاص ليرد الجميل، بالكتابة تحت عنوان: (أستاذي في الجامعة كان جاسوساً ..) متساءلا: "فهل يتبادر إلى ذهنك أن أستاذك في الجامعة أو طبيب العائلة كانا جاسوسين، .. ". وأن يحكم الطالب على أستاذه بالتهم الموجهة قبل بداية المحكمة، ربما الطالب لديه معلومات خاصة أو أنه يعمل ضمن الجهة التي قامت بالقبض على المتهمين، لاسيما أنه يطالب كل مواطن بصراحة أن يكون جاسوسا كما يقول : " الواجب والمسؤولية الوطنية تملي علينا أفراداً وجهات .. أن نكون جواسيس .." ويواصل حديثه:" التجسس .. هو ضرورة تمليها علينا الظروف التي نعيشها". الكاتب يطالب كل مواطن أن يتجسس على الآخر لزرع الخوف وعدم الثقة بين المواطنين بل بين أفراد الأسرة الواحدة!!.

 

إنها عينة من أشخاص في خدمة العائلة الحاكمة، وتمزيق المجتمع بالتجسس، ويكذبون حقائق لزملاء وأساتذة وأصدقاء ويصدقون مجرد روايات لا دليل عليها لأنها فقط صادرة من وزارة الداخلية!!.

للأسف الشديد يوجد في المجتمع من أفكارهم وعقولهم تعمل حسب توجهات وزارة الداخلية والجهات الأمنية، وهم على أتم الأستعداد أن يكذبوا أنفسهم وما تراه أعينهم وما عاشوه، وأن يصدقوا الروايات الأمنية الكاذبة، بل أنهم يعملون على الترويج لتلك التهم وأن يحول الأمانة والصدق والذكاء إلى أدلة ضد المتهمين لدرجة المطالبة بالقصاص منهم، رغم عدم تمكن وازرة الداخلية من تقديم أي دليل مادي للاتهام!!.

 

المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ومن قبض عليه بتهمة التجسس سيبقى بريئا، بحاجة إلى محاكمة عادلة، وليس كما هو قائم حيث تم ترويج حكم الإعدام ضدهم من قبل الصحف الرسمية قبل بداية المحكمة، وقد تم عرضهم على القاضي قبل الإلتقاء بالمحامين كما قال أحد المحامين: "لم يطلع المحامين على ملفات التحقيق ولا ملف القضية ولم يتمكنوا من زيارة المتهمين، ومطلوب منهم تقديم رد بمزاجهم غيابي!!.

الوطن بحاجة إلى نظام قائم على دستور يمثل إرادة الشعب، وطن فيه السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية) منفصلة، والحقوق والحريات محترمة، وطن لجميع الشعب وليس لعائلة حاكمة، وطن العدالة والحرية والتعددية والأمن والأمان والسلام دون ترهيب وتخويف وتجسس على المواطنين. الوطن يعمر ويتطور بأيدي أبنائه في ظل الاحترام والكرامة والمشاركة. اللهم أحفظ أهلنا ووطننا ومنطقتنا والعالم من كل شر.

أضيف بتاريخ :2016/03/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد