آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نضال حمادة
عن الكاتب :
صحافي مختص بشؤون الجماعات الجهادية

تفاصيل المفاوضات الجارية لتسليم مأرب في اليمن دون قتال…

 

نضال حمادة

بعد تحرير كامل محافظة الجوف وانتشار صور أرتال الدبابات التابعة لعبد ربه هادي منصور ترفع الرايات البيضاء في مناطق الجوف، أصبحت قوات أنصار الله – الحوثيين والجيش اليمني على مشارف محافظة مأرب التي تجري حالياً مفاوضات لتسليمها من دون قتال.
في معلومات «البناء» أن جولات مفاوضات تدور حالياً بين قبيلة مراد كبرى قبائل محافظة مأرب وبين أنصار الله الحوثيين لتسليم المحافظة من دون قتال. وتشير المعلومات التي حصلت عليها «البناء» من مصادر لها علاقة بجولات التفاوض هذه أن الذي يقود المفاوضات عن الجانب الحوثي هو القائد العسكري أبو علي الحاكم، بينما يمثل قبيلة مراد شيخها غالب الأجدع، وسط تكتم شديد على سير التفاوض بناء على طلب قبيلة مراد، وذلك يعود إلى أموال تسلمتها القبيلة مؤخراً من المملكة العربية السعودية حتى تقاتل تقدم أنصار الله – الحوثيين نحو محافظة مأرب.
المعلومات تشير إلى رغبة قبيلة مراد تأجيل أنصار الله والجيش اليمني هجومهم في مأرب مدة ستين يوماً حتى يتسنّى للقبيلة ترتيب الأوضاع مع السعودية أو بمعنى أوضح حتى تمرّ فترة على تسلّم القبيلة للمال السعودي، لكن الجواب كان أن وضع مأرب تحديداً لا يحتمل أي تأخير وأن الهجوم العسكري الشامل وضع وفق خطة زمنية لا يمكن تجاهلها او العمل بخلافها، مهما كانت الظروف والحجج وبالتالي يجب التسليم دون قيد أو شرط مع ضمانات قدّمها القائد العسكري أبو علي الحاكم بعدم التعرّض لأحد في المحافظة وعدم نزع السلاح الفردي للقبيلة ولغيرها من القبائل مع ضرورة تسليم كل السلاح المتوسط والثقيل للجيش واللجان الشعبية. كما قدّم أنصار الله ضمانات بعدم العمل على تغيير في القيادات والمشيخات القبلية في المحافظة في حال تمّ التسليم من دون قتال، أما في حال قرّرت قبيلة مراد القتال فلن يكون هناك أيّ ضمانات لمن يواجه عسكرياً.
تحرير محافظة مأرب يعتبر نقلة نوعية في الحرب المفروضة على اليمن لكونها تضم النفط اليمني في الشمال، كما أنها تعتبر باباً لمحافظة شبوة الجنوبية التي تحوي القسم الآخر من النفط اليمني، وكان أحد أسباب الوحدة اليمينة أن النفط موجود على الحدود بين الشمال والجنوب في مأرب وشبوة، أو كما يردّد الفرنسيون شركات النفط هي التي وحّدت اليمن قبل أي شيء آخر، وتعتبر مأرب باب اليمن نحو السعودية وهي خاصرة السعودية الضعيفة وكانت قبائلها تاريخياً تحت الوصاية السعودية المباشرة ومعارضة للحكم المركزي في صنعاء. وقد أفشلت قبيلة مراد كل مشاريع علي عبدالله صالح السياحية في المحافظة بأوامر من السعودية عبر ممارسة الخطف والقتل لكل من أتى للسياحة في المحافظة التي تُعتبر مركزاً تاريخياً عالمياً بامتياز، وقبيلة مراد من القبائل الشديدة المراس في القتال مقاتلين. وبالتالي قد تكون فرص الاتفاق جيدة بين الطرفين، خصوصاً مع الانهيارات المتتالية والمتسارعة لكل قوى التحالف السعودية على أرض المعركة، كما يلعب العامل التاريخيّ دوراً كبيراً في مساعي تجنب المعركة لكون قبيلة مراد التي يعود نسبها الى مراد بن مذحج هي نفسها القبيلة التي ينحدر منها عبد الرحمن بن ملجم المرادي..

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2020/03/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد