آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
شريف قنديل
عن الكاتب :
كاتب صحفي عضو نقابة الصحفيين البريطانية والمصرية الصحفي الحزين

ليبرمان يطيل باله ولن يقصر لسانه!

 

شريف قنديل ..

نقلت «الشرق الأوسط» عن أفغيدور ليبرمان وزير الدفاع الجديد في حكومة بنيامين نتنياهو قوله: «إنه قام بعملية جراحية لتطويل باله!»، كما أنه يعتذر عن الكلمات والأوصاف المؤذية التي وصم بها نتنياهو في الأشهر الأخيرة ومنها أن نتنياهو «كذاب مزمن ومخادع جبان»!

 

أما عن اعتذاره من عدمه، فهذا شأن خاص بينهما سواء صدر عن طيب خاطر أو تطييب خاطر، وسواء كان أحدهما يستحق وصف الكذاب والمخادع والجبان أو يستحقان معًا!

 

أكثر من ذلك، فإن أحدًا من المصريين والعرب لن يطلب من ليبرمان الاعتذار للسد العالي الذي توعَّد بهدمه، أو للنيل الذي هدَّد بردمه.. النيل شأن عموم المصريين يغفل أو يتظاهر بالغفلان ثم ينتبه.. النيل طول الوقت يُدوِّن ويشتبه!

 

نعود إلى العملية الجراحية التي قال ليبرمان إنه أجراها لتطويل باله وليس لتقصير لسانه، ونسأل: هل كان المستهدف من تطويل البال، نتنياهو أم الفلسطينيين ؟! أغلب الظن أنه سيطول باله ويمسك أعصابه عن هؤلاء العرب الذين مازالوا يتمسكون بالسلام الذي يكرهه! وبالهدوء أو التهدئة التي يمقتها، وباستقرار المنطقة التي يتمنى لها الموت، وبأمن الشرق الأوسط الذي يعتبره مقومًا بل ومنغصًا لأمن إسرائيل!

 

يتأخر نتنياهو قليلاً ليتقدم ليبرمان، أو يرجعان خطوة للوراء قبل أن ينطلقا للأمام.. وفي الحالتين -وفي كل الحالات- يظل التوصيف الدقيق أن أحدهما لص.. يقوده لص.. وهيهات هيهات أن يكون هناك في قبحهما شخص!

 

قريبًا بل قريبًا جدًا ستثبت الأيام، في أي حلبة دم سيستبقان! في أي ساحة هدم سيتنافسان! في أي مضمار غدر سيتباريان! أحدهما وصف الآخر بذلك ولست أنا: كذاب مزمن ومخادع جبان!!

 

المضحك أو المثير للدهشة أن السيد مارك تونر أبدى تخوفه من وصول ليبرمان للحكومة الإسرائيلية -وتونر هو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية الذي راح ينبّه إلى خطورة ضم حزب يميني متطرف لحكومة نتنياهو- قائلا: إن من شأن ذلك إثارة تساؤلات مشروعة بشأن توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة!

 

أغلب الظن كذلك، أن المعنيين بالتساؤلات المشروعة ليس هم الفلسطينيون والعرب، خاصة وأن بعض الفلسطينيين وبعض العرب مازالوا يأملون في التوصل إلى حل مع رجل إسرائيل القوي وحليفه الأقوى، وكأن من سبقوهما كانوا أقل إسرائيلية وأقل صهيونية وأقل دموية!

 

في ضوء ذلك، لم يكن ليبرمان بحاجة لعملية؛ لتقصير لسانه الذي لم يسلم ولن يسلم منه أحد، ومن يدري فقد يجري جراحة جديدة تسمح بتمدُّد لسانه أكثر وأكثر ليطال العرب أجمعين، الذين هم عنده مجموعة أو مجموعات من المستوطنين لرقعة كبيرة تمتد من النيل إلى الفرات!.

 

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/05/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد