مصطفى الصراف

  • ممرات بديلة لتهريب النفط

    مصطفى الصراف بعد التواجد الروسي في شمال سوريا، وقيامه بضرب أسطول الصهاريج، الذي كان يهرب بواسطته النفط السوري من قبل «داعش» إلى تركيا ثم ميناء جيهان التركي ليجد طريقه إلى المشترين، أصبح من الصعب الاستمرار في تهريب النفط من الممرات نفسها، ولذلك لجأت تركيا، وبحكم امتداد حدودها إلى شمال العراق، بالإضافة إلى حدودها الطويلة مع سوريا، لجأت، كما تردد، إلى إيجاد طرق بديلة لتهريب النفط الذي تسيطر عليه «داعش»، سواء في سوريا أو العراق، من خلال طرق داخل الحدود العراقية، حيث يمكن مرور النفط المهرب.. وربما هذا أحد أسباب دخول القوات التركية أخيرا إلى شمال الموصل، بالإضافة، برأيي، إلى توفير حماية إضافية لـ «داعش» للعمل معاً على إقامة دولة مجاورة لكردستان تحت مبرر أنها دولة لحماية سنة العراق.

  • ثبات المبادئ وتغير السلوك

    مصطفى الصراف هنالك مبادئ كثيرة ثابتة في العصر الذي نعيشه، سواء ما كان منها دينيا أو دنيويا اجتماعيا، ويهمني الحديث في هذه العجالة عن مبدأي حرية العقيدة وحرية الرأي، وهما مبدآن ثابتان في كل المدونات والمواثيق الدولية الرسمية وغير الرسمية بما فيها الدساتير والقوانين، وثبات هذين المبدأين لا يسمح بتفسير أي منها حسب الأهواء أو المكان أو الزمان. فحرية العقيدة الدينية تعني أنه من حق الإنسان أن يعتنق الدين الذي يرى أنه السبيل إلى عبادة خالقه ويؤمن به ويلتزم بأداء الطاعة لربه كما وضعت له في دينه أو مذهبه. وعلى الآخرين أصحاب الديانات أو المذاهب الأخرى ألا يتخذوا من اختلافهم معه في دينهم أو مذهبهم سببا لاضطهاده أو عدم احترامه أو العيب فيه بسبب هذا الاختلاف. ولا يعني تشبث إنسان بعقيدته الدينية أو مذهبه أنه طائفي، بل إن الطائفي هو الذي يعيب على شخص بتمسكه بدينه أو مذهبه. ومتى كان لدينا الوعي والقدرة على استيعاب هذه المفاهيم، فنحن بذلك نؤمن بحرية العقيدة.

  • قصة النفط السوري

    مصطفى الصراف أعلن منذ أيام هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية أن «داعش» تشكل أمرا واقعا لا يمكن تجاهله كقوة على الأرض في الجوار التركي، ولذلك لا بد من فتح قنصلية لها في إسطنبول. لقد صرح رئيس المخابرات التركية بذلك بعد حدوث العمليتين الإرهابيتين اللتين قام بهما «داعش» باعترافه بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم التفجيرات التي قام بها في باريس، وهاكان فيدان حينما يصرح بذلك ربما يعلن عن سياسة كانت رسمت له من قبل السلطة السياسية في تركيا، وهذا يعني ربما تأكيداً لما يتردد في وسائل الإعلام من أن تركيا تفتح أحضانها لـ«داعش»، وفتحت له حدودها لدخول الأراضي السورية، بعد أن أقامت لأفراده معسكرات التدريب وتزويدهم بأحدث الأسلحة لمواجهة الجيش السوري.

  • التطبيع مع إسرائيل مرفوض شعبياً

    مصطفى الصراف حينما فكر الاستعمار الغربي في إنشاء الكيان الإسرائيلي في المنطقة بداية من وعد بلفور، لم يكن الهدف منه مجرد إقامة وطن قومي لليهود، بل الفكرة أساسا كانت إيجاد قاعدة عسكرية متقدمة للاستعمار في منطقة الشرق الأوسط يسهل الوصول إليها من البحر الأبيض المتوسط الموقع القريب من أوروبا، والذي يتوسط العالم. فاليهود أصلاً كانوا متوطنين في أوروبا ويتمتعون بكل الامتيازات المتاحة للمواطنين الأوروبيين ما لم تكن أكثر، كما أنه كان ممكنا إقامة ولاية يهودية كاملة في أميركا الشمالية حينذاك، ولكن فكرة القاعدة العسكرية المتقدمة للاستعمار هي التي فرضت أن تسلم أرض فلسطين للصهيونية العالمية والتضحية بالشعب الفلسطيني وتشريده، وهو ما عملت عليه دول الاستعمار الأوروبي والصهيونية العالمية. والهدف من وجود قاعدة عسكرية متقدمة في هذه المنطقة الحيوية، هو السيطرة على الشرق الأوسط والانطلاق للهيمنة على الشرق الأقصى وإقامة الحكومة الصهيونية العالمية.