"بوعدنان" أضحك الناس 56 عاماً وأبكاهم أمس
هاني الفردان
شخصية ليست اعتيادية، كانت علامة فارقة على خشبة المسرح الخليجي والعربي، ولم تكن محصورة في جيل معين، بل أحبها كل من شاهد فنها.
انتقل إلى رحمة الله في وقت متأخر من يوم أمس قامة الفن الخليجي المغفور له الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، الذي وافته المنية في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز 79 عاما، و56 عاماً من العطاء الفني.
شكل خبر وفاة "أبو عدنان" صدمة لكل الخليجيين، وأوقعهم في حزن لأول مرة، بعد أن كانت الشخصية التي ترسم الابتسامة طوال سنوات طويلة.
نختلف مع وزير الإعلام الكويتي، فلم يكن "بوعدنان" قامة فنية وقطبا من أقطاب نجوم المسرح الكويتي، بل كان "قامة" خليجية وعربية لن تتكرر أبداً، ولن يشهد مثيلا لها، فأعماله رغم بساطتها وعفويتها، إلا أنها تميزت بديموميتها.
يكفينا أن نذكر عملاً واحداً يعد من أشهر وأبرز المسلسلات الخليجية على الإطلاق، وهو "درب الزلق"، والذي لازال محل مشاهدة وقبول لدى الجمهور الخليجي على العموم رغم عقود على إنتاجه.
بفنه الساخر والضاحك والهادف، عالج "بوعدنان" جملة من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب كوميدي نقدي سجل رسالة فنية هادفة، حمل من خلالها هموم الشارع العربي والخليجي بشكل خاص في أزمنة مختلفة إذ تمكن الفنان الراحل من ملامسة قلوب الجمهور عبر بساطة الطرح وعفوية الأداء ما أكسبه شهرة واسعة على المستويين الخليجي والعربي.
منذ العام 1961 وحتى مماته، استطاع "بوعدنان" بفنه وعطائه أن يسجل حضوره الدائم في قلوب الجماهير في كل الأعمال الكوميدية المسرحية والتلفزيونية والإذاعية التي شارك فيها، بل خلقت الكثير منها أثراً في نفس وذاكرة الإنسان الخليجي، ومن أشهرها على الإطلاق، ولا يزال المسلسل الأول بالخليج، مسلسل "درب الزلق" مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبدالعزيز النمش وعلي المفيدي، وكذلك مسلسل الأقدار الذي كتبه بنفسه، ومسرحيات كثيرة أشهرها "باي باي لندن" و"عزوبي السالمية" و"على هامان يا فرعون" وغيرها الكثير.
نعم بعد 56 عاما من إضحاك ملايين الخليجيين وليس الكويتيين فقط، خرج عبدالحسين عبدالرضا عن سكة قطار الضحك الهادف، وأحزنهم لأول وآخر مرة برحيله، فرحمك الله يا "أبا عدنان" يا "ملك الابتسامة".
أضيف بتاريخ :2017/08/12