آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

طلع الغدر علينا!


عبدالله المزهر ..

التفجير في الآمنين جريمة، والتفجير في الآمنين في رمضان جريمة أكبر، والتفجير في الآمنين في العشر الأواخر من رمضان فعل تبدو معه كلمة «جريمة» وصف مخفف ولطيف، والتفجير في الآمنين في العشر الأواخر من رمضان وبجوار مسجد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم فعل يتجاوز المنطق ويبدو تحليله وفهم دوافعه والعقلية التي قامت به شيء أمر على الفهم!

حين أعود بعد زمن إلى هذا المقال الذي يتكلم عن القتل والتفجير وترويع الآمنين المصلين زوار أشرف الخلق فإني سأتذكر أنه نشر يوم العيد، يوم فرحة المسلمين، وسأعرف أني كنت أتحدث عن فئة اختارت طريقا تترفع حتى بهائم الأنعام والكلاب الضالة عن السير فيه، طريق يخجل حتى إبليس الرجيم أن يقال عنه إنه سلكه!

ونحن نقابل أحبتنا في هذا اليوم ونهنئهم بالعيد، فإن أسرا فقدت أحبتها غدرا وخيانة وخسة، لكن عزاءهم وعزاءنا جميعا أنهم رحلوا عن هذه الحياة وهم شرفاء أنقياء صادقون، أن تموت وأن تحرس مسجد رسول الله، وتمد يد العون لزواره عليه الصلاة والسلام فأنت تموت بطريقة لن تختار غيرها لو كان الموت اختيارا.

أما القتلة والمجرمون فأظن أنه قد آن الأوان لنتخلى عن بعض المصطلحات حين نتحدث عنهم، عبارات من عينة «مغرر بهم» فيها شيء من التعاطف الخفي معهم وهذا أمر مستفز!

يجب أن يواجه هذا الفكر مواجهة حقيقة، وأن تسمى الأشياء بأسمائها، أما البحث عن «أشباح» وتحميلها هذه الجرائم فهو هروب للأمام وخوف من المواجهة. كلمات مثل «المحرضين» تعني ببساطة «لا أحد»، إما أن يسمى هؤلاء المحرضون ويناظرون ويناقشون ويحاكمون بأسمائهم وشخوصهم، أو فلنبحث عن أسباب أكثر وضوحا لنتحدث عنها.

الحديث عن الأموات وكتبهم وآرائهم وتحميلهم جرائم الأحياء يبدو ـ في ظاهره على الأقل ـ عدم رغبة في مواجهة الأحياء!

وعلى أي حال..

لا أحرض أحدا ولا أتهم أحدا، ولكني أنصح الذين يودون ألا يطالهم غدر داعش بالهجرة إلى طهران أو تل أبيب، فقد بات واضحا أنهما أبعد مكانين عن جرائم داعش ومن داعشها وجاحش ومن جاحشها!
 
صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/07/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد