آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز المحمد الذكير
عن الكاتب :
كاتب سعودي اليومي في جريدة الرياض مترجم معتمد.

الأنظمة دون معايير تطبيق هي الخلل


عبدالعزيز المحمد الذكير ..

أراه من الصعب العثور على معيار عام، وضعهُ اتحاد أو نقابة مهن طبية أو تخصص لقياس أداء المشافي الأهلية والحكومية، ومعرفة جودة خدمة الراعي الصحي الذي اختار الاستثمار في الطب والعلاج، وفي مُختلف أبواب الرعاية من علاج طبيعي وتجميل.

كل الذي نُشاهد حالياً هو عبارة عن تطبيق جزء يسير من تعليمات الجهات الرسمية من بيئية وصحية وبلدية، أما ما عدا ذلك فلا نرى إلا لمسات زخرفية والتزام بوجود آلية نقل (سيارة إسعاف) أو صيدلية تابعة للمؤسسة المستثمرة.

في العالم تُوجد مدونات ورقابة دورية على الأداء حتى على العيادات البيطرية التي ترعى الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب وطيور الزينة.

ومتأكد أنا أنه مالم تحكم هذه الأمور ثنائيّة أخلاقية وقيِم مهنية تُراعيها كل الأطراف فالرعاية الصحية عندنا ستظل تدور حول نفسها، وكل طرف (الجهات الرسمية والمستثمر) يرى أن العبء يقع على كاهل الآخر، فمسألة وجود مركبة إسعاف، جاهزة على مدار الساعة عند كل منشأة صحية في البلاد، هو ضرب من ضروب الخيال. فأما المركبة غير جاهزة فنياً، أو أن السائق بنصف دوام، وخذ من أعذار المصحة ما يليق لك وما لا يليق.

وفي أمثالنا الشعبية أقوال تتردد، مع عدم اقتناعنا بها عمليّا. يقول أحدها: "مثل التبنة على الجحام" فالكلمة الأخيرة فُصحى حسب شرح القاموس، وتعريفه أنه مرض يصيب العين ويجعلها تنتفخ وتتورم. واعتاد الكثير من أهل نجد أن يضعوا فوق الجزء المتورم عوداً صغيراً من التبن، على قناعة أن هذا جزء من علاج شعبي يزيل التورم أو الانتفاخ. ولابد أن لهذه القناعة أساساً. فالانتفاخ يزول بعد يوم أو يومين، ولكن لا أحد يجزم أن برء العين وزوال الانتفاخ كان بسبب التبنة.

وأعود إلى مسألة عربة الإسعاف الموجودة بجوار بعض المنشآت العلاجية عندنا. ويجوز لي القول عنها إنها "مثل التبنة على الجحام" أي لا منفعة منها، لكن وجودها أصبح جزءا من الالتزام بتعليمات جهة تُعطي التعليمات وتستصعب متابعتها دوريّا للتأكد من أنها تعمل حسب الغرض الذي من أجله شُرّع وجودها.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/09/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد