آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

البصمة 5 مرات يوميًا


إبراهيم محمد باداود ..

الالتزام بالدوام الرسمي يعد أحد التحديات التي تواجه بعض موظفي القطاع الحكومي سواء وقت الحضور أو وقت الانصراف أو الخروج خلال الدوام لإنهاء بعض المعاملات الحكومية الشخصية، وقد سعى الكثير من المسؤولين لضبط هذا الأمر من خلال العديد من الوسائل المتنوعة سواء بالتوقيع في كشف الحضور أو بالبصمة أو غيرها من الأساليب الأخرى التي تثبت حضور الموظف، فمنها ما أثبت نجاحه ومنها ما فشل.

لا يخفى على الكثيرين أن هناك إدارات حكومية فيها بعض الإهمال والتسيّب والتأخير عن وقت الدوام وغيرها من السلبيات الأخرى المتنوعة، وهناك معاناة لدى بعض المسؤولين من مثل هذه السلوكيات، ولذلك وللتغلب على مشكلة عدم الالتزام بالدوام الحكومي، فقد قام أحد المسؤولين في إحدى تلك الدوائر الحكومية مؤخرًا بتطبيق نظام البصمة للموظفين بواقع 5 مرات في اليوم خلال ساعات العمل، مشيرًا بأن هذه الخطوة تأتي بهدف متابعة التزام الموظفين بساعات العمل وهي في إطار المصلحة العامة، وتعكس مدى الالتزام وخدمة المستفيد، وقد لقى ذلك القرار استنكارًا من عدد من الموظفين.

مشكلة الدوام الحكومي ليست في عدد ساعات العمل ولا في التأكد من الحضور أو الغياب أو التأخير، بل المشكلة هي في تنمية حب العمل والولاء والإخلاص له منذ الصغر ابتداءً من المنزل ومرورًا بالمدرسة والجامعة وانتهاءً بمباشرة العمل، فهناك الكثير من الأشخاص المنتظمين، والذين يحرصون على الحضور في الوقت والانصراف في الوقت، ولكن تجدهم سلبيين بدون إنتاجية، بل إن بعضهم قد يكون عائقًا لإنجاز العمل ولا همَّ له من الحضور للعمل إلا تضييع وقت الدوام فيما لا يفيد.

الحرص على ساعات الدوام مهم ولكن الأهم هو الحرص على تنمية حب العمل والإخلاص له في نفوس العاملين، ولا أعتقد أن تكليف الموظفين بالقيام بالبصمة 5 مرات في اليوم ستساهم في ذلك بل قد تترك انطباعًا سلبيًا، في المقابل قامت هيئة تنمية المجتمع في دبي و جهات حكومية أخرى قبل عدة أشهر بإلغاء توقيع الحضور والانصراف وإلغاء البصمة، لأن مثل هذه الأمور توحي بالشك وعدم الثقة بالشخص وضعف المصداقية لديه، ولذلك أكد أحد المسؤولين هناك بأن هذا الإجراء يأتي من خلال (شعور الموظف بالمسؤولية تجاه عمله، وهو جزء من التزامه بمسؤولياته تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه).

مهما قمنا بوضع الأجهزة وأنظمة الرقابة على أي موظف ولم يوجد لدى الموظف الشعور بالمسؤولية والإخلاص في العمل والرقابة الذاتية، فكل ذلك يُعَدُّ هدرًا للمال والوقت والجهد إذ أن الأساس هو الرقابة الذاتية، فإن انعدمت فلن يرجى بعد ذلك شيء.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/10/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد