آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمود إبراهيم حامد الدوعان
عن الكاتب :
أستاذ الجغرافيا الطبيعية والبيئة المشارك - قسم الجغرافيا- كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبد العزيز بجدة

حفر الصرف الصحي الكبيرة مسؤولية من؟!


محمود إبراهيم الدوعان ..

عانى الكثيرون من سكان محافظة جدة من وجود الحفر البالوعية المنتشرة في معظم شوارع وطرقات المحافظة، بعضها مكشوف وسقط فيها بعض الأطفال والكبار، وحوادثها معروفة ولا داعي لتكرارها، ليس هذا فحسب، بل إن الآلاف من هذه الحفر وضعها الإنشائي مزرٍ جدا، وطريقة وضعها الهندسي غير سليم، وهي عبارة عن حُفَر فتحاتها غاطسة عن منسوب الطريق، وعند المرور عليها تشعر بمدى المعاناة التي يمر بها مستخدمو الطريق، لسوء تنفيذ هذه الأغطية ورداءة وضعها بهذا الشكل، وهذا نتيجة لغياب المتابعة من قبل الجهات المستلمة لهذه المشروعات.

المشكلة الكبرى هي وجود حفر صرف كبيرة نُفِّذت في بعض مخططات أحياء محافظة جدة، وهي عملاقة وتصل أعماقها لعدة أمتار، (10 أمتار وأكثر)، وبعض هذه الحفر العميقة غير آمنة مثل ما هو موجود في مخطط خالد النموذجي الجنوبي (حي الزمردة)، حيث يوجد العديد منها بدون أي حماية أو سياج لحماية عابري الطريق أو المتجولين في ذلك المخطط، ناهيك عن تعرض الإنسان والحيوان والسيارات التي تجوب المنطقة في ظلام الليل من السقوط في هذه الحفر، مما يؤدي للهلاك (لا قدر الله)، وبذلك فهي نذير خطر لكل من يمر بتلك المناطق.

السؤال: أين دور الجهات الرقابية في مثل هذه المشروعات غير الآمنة؟ ومن المسؤول عن تعريض الناس وممتلكاتهم للخطر؟ وهل نلقي باللائمة على المقاول الذي لم يقم بعمله الاحترازي بتسوير هذه الحفر الخطرة حفاظًا على الأرواح والممتلكات؟ أو نلقي بالعتب على الجهة المنفذة للمشروع والتي لم تتابع مشروعاتها كما هو المطلوب؟ أم هو الاستهتار بأرواح البشر وقلة الاهتمام بما يُنفَّذ، مما يُمثِّل خطورة كبيرة على مرتادي الطريق؟.. مثل هذه الحفر موجودة في مخطط الرحيلي الشمالي (حي طيبة)، حيث توجد على طول الطريق العام للمخطط (من مسجد الرحيلي غربا حتى شارع 52 شرقا)، وتستحوذ على جزء من الشارع العام (ولكنها مسورة بسياج حديدي)، ولها عدة سنوات، وهي على هذا الحال دون تنفيذ بقية أجزاء المشروع.

على شركة المياه الوطنية -وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذه المشروعات- أن تضطلع بمسؤولياتها، وتُسرّع تنفيذ قنوات الصرف الصحي وتستكملها في أوقاتها المحددة، فقد صرف على هذه المشروعات مليارات الريالات، ولم تنجز بعد، كما أنه يجب إلزام مقاولي هذه المشروعات بسرعة تنفيذها وعدم تركها بهذا الشكل حفاظًا على أرواح وممتلكات مستخدمي الطريق.

لا نريد أن نلقي باللائمة على المقاولين فقط، إلا بعد ضمان استيفاء مستخلصاتهم وحقوقهم لإنجاز ما تم إيكاله إليهم.

نحن مقبلون على موسم الأمطار، وأي كارثة تحدث بسبب هذه المشروعات سوف يُوجَّه أصبع الاتهام للجهة المسؤولة عن هذه المشروعات، وتكون هي المسؤول الأول أمام الله ثم أمام الجهات الرقابية المسؤولة عن حماية المواطنين من مكامن الخطر. يقول سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لو أن بغلة بالعراق عثرت لسألني الله عنها لِمَ لم تُمهِّد لها الطريق».. حفظ الله الجميع من كل مكروه.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/12/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد