آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

بارك الله في شاهيكم وجمركم!


عبدالله المزهر ..

ثم اكتشفنا فجأة أن بائعي «شاهي الجمر» مشكلة تهدد الأمن والسلم الوطني، وانطلقت البرامج التلفزيونية تتحدث عن خطرهم الداهم قبل أن يصبحوا موضوعا لخطب الجمعة وليقال عنهم ما لم يقله مالك في الخمر ـ وبالمناسبة مرة أخرى، لا أعلم ما الذي قاله مالك عن الخمر ـ.

وقبل أن أكمل حديثي عن هذه القضية العظمى والنازلة الخطيرة فإني أحب التنويه أن كلمة «شاي» بدون الهاء لا تليق بالشاهي، هي أقرب إلى أن تكون شتيمة من كونها اسما لذلك المشروب العظيم.

وفي زحمة الأصوات التي تنادي بشنق آخر بائع شاهي جمر بأمعاء آخر بائع قهوة ظهر صوت أقل ضجيجا وأكثر هديا، وهو صوت الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات الذي قال إن بائعي شاهي الجمر بعيدون عن المخدرات، وإنهم يبحثون عن رزقهم وإن مواضيع المخدرات أكبر منهم بكثير.

والحق أيها السيدات والسادة أن هؤلاء ـ في غالبهم ـ هم إما أناس تقطعت بهم أسباب العمل، ووجدوا في هذه المهنة مصدر رزق لا يرهقهم رأسماله، وقد يصلهم الدور ليكونوا وزراء للعمل بحكم كثرة المارين على هذا المنصب قبل أن يصلهم الدور للحصول على وظيفة من وظائف العاديين البسطاء، أهل الأرض والسماء.

أو أنهم موظفون تقطعت عنهم سبل «البدلات»، فحملوا «براريدهم ودلالهم» وأوقدوا نارهم لعلهم يجدون في النار هدى، وزيادة رزق!
واعتقاد أنهم أكثر من ذلك ليس سوى تجريم جماعي لا مبرر له، والتنظيم شيء جميل لكن النظر إلى الناس على أنهم متهمون حتى تثبت براءتهم شيء قبيح. وإن وجد فيهم غير أسوياء فكثير من غير الأسوياء يديرون شركات عملاقة ويظهرون بكامل أناقتهم يحدثون الناس عن الصدق وفضائل العمل.

وعلى أي حال..
أظن أني واحد من كثيرين يثقون ـ والحال كما تعلمون ـ في نظافة وسلامة المنتجات التي يبيعها هؤلاء بلا حسيب ولا رقيب أكثر من ثقتهم في أطعمة المطاعم والكافتريات التي تشرف عليها البلديات وتحصل على التراخيص لأسباب لا تخفى عليكم!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/12/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد