آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

ما هو مصير جسر البحرين – قطر؟

 

هاني الفردان ..

في خضم الحديث الحالي عن إنشاء جسر جديد يربط بين البحرين والسعودية، والاتفاق الأخير على أن يتم إجراء دراسة لمشروع جسر الملك حمد موازياً لجسر الملك فهد ليربط البحرين والسعودية بتمويل من القطاع الخاص، بات الحديث أيضاً عن مصير مشروع جسر المحبة الذي كان من المفترض أن يربط بين البحرين وقطر.

 

عاد مشروع «جسر المحبة» الذي سيربط البحرين بقطر إلى الواجهة من جديد بعد أن أرجئ لأكثر من 7 سنوات، حيث كان البلدان قد قرّرا إنشاء جسر يربطهما في العام 2009، لكن المفاوضات توقفت آنذاك، رغم الحديث بين حين وآخر بأن البلدين يجريان مباحثات بهذا الشأن، حسب وكالات الأنباء.

 

آخر حديث عن جسر المحبة كان لوزير المواصلات والاتصالات كمال أحمد قبل يومين (الاثنين 12 ديسمبر/ كانون الأول 2016) عندما أكّد أن «مشروع الجسر الرابط بين البحرين وقطر ليس ضمن مشروعات وزارة المواصلات والاتصالات، وهو في عهدة لجنة مختصة بوزارة المالية»، وليغلق الحديث عن الموضوع.

 

كان لافتاً أيضاً خلو موازنة المشروعات لوزارة الأشغال من موازنة مخصصة لإنشاء جسر البحرين - قطر في الفترة بين العامين 2015 و2018، على رغم إدراجها ضمن قائمة المشروعات الجديدة.

 

الربط بين البحرين وقطر كان مخططاً له أن يمتد إلى سكة حديد، وربطها بمشروع سكك الحديد الخليجية، إلا أن الحديث عن الربط بالسكة الحديد تحوّل من مشروع جسر البحرين- قطر إلى جسر جديد سيربط البحرين بالسعودية، وهو تحوّل نوعي.

 

قبل 15 عاماً وُلدت فكرة مشروع الجسر الذي سيربط البحرين بقطر، وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2002 توقع مسئول قطري في اللجنة البحرينية - القطرية المشتركة أن يبدأ العمل في إنشاء الجسر خلال العام 2003. وقال إن الكلفة الإجمالية لإنشائه ستبلغ ما يقارب مليار دولار أميركي، موضحاً أن البلدين مهتمان بإنجاز هذا المشروع المهم الذي سيربط بينهما، وسيكون له دور كبير في تنمية التعاون في المجالات جميعها ودعم العلاقة التاريخية المتميزة.

 

وفي فترة لاحقة، في 15 مايو/ أيار 2003 نفى مسئول رفيع المستوى في وزارة الأشغال والإسكان في البحرين أن يكون مشروع الجسر جُمد أو تم إلغاؤه، وأرجع سبب التأخير في تنفيذ المشروع إلى أمور يتدارسها البلدان للاتفاق عليها، وتجدّد هذا النفي أيضاً في يوليو/ حزيران 2014 عندما صرح وكيل وزارة المالية نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة جسر البحرين – قطر عارف خميس، بأن ما ورد في بعض الصحف المحلية نقلاً عن إحدى وكالات الأنباء، بشأن تعليق العمل في جسر البحرين – قطر، غير صحيح جملةً وتفصيلاً؛ وأكد أن العمل في المشروع «جارٍ على قدم وساق» طبقاً للبرامج الزمنية المقررة، وأن مجلس الإدارة يجتمع بشكل دوري لمتابعة المراحل التي وصلت إليها الدراسات والتصميمات الفنية الخاصة بالجسر، والمرافق الكائنة على جانبيه والمفاوضات مع شركة «فينسي» بشأن التنفيذ الفعلي للمشروع.

 

كان من المقرر البدء في عملية الإنشاء العام 2003، إلا أن اللجنة المشتركة بين البلدين توقفت عن العمل، وعقب ذلك، وجّهت اللجنة العليا المشتركة في 24 فبراير/ شباط 2004 الجهات المعنية في البلدين إلى الإسراع في الانتهاء من الدراسات اللازمة لمشروع الجسر. وتوصلت اللجنة المشتركة في 30 أبريل/ نيسان 2004 إلى التصور المبدئي لمشروع الجسر، كما قال وزير الأشغال والإسكان السابق فهمي الجودر في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، إن «جسر المحبة بانتظار إشارة الموافقة على البدء من الجانب القطري بعد أن استكملت كل الدراسات الفنية الخاصة به».

 

في 12 يونيو/حزيران 2006 وقعت البحرين وقطر اتفاقاً لإنشاء الجسر وذلك عقب اختتام اجتماعات اللجنة المشتركة، وتضمن الاتفاق الأولي تفاصيل إنشاء الجسر تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقعة في الدوحة بتاريخ 27 فبراير 2005. فيما أورد الاتفاق الثاني تفاصيل إنشاء مؤسسة جسر قطر- البحرين، وأوضحت تشكيلاتها في اختصاصاتها والأغراض التي أنشئت من أجلها.

 

شكل اجتماع اللجنة العليا المشتركة القطرية البحرينية، والمباحثات المهمة التي جرت في الدوحة في 14 مايو/ أيار 2007، دفعة جديدة للعلاقات. وتحدث بعد ذلك الاجتماع وزير الخارجية الشيخ خالد بن محمد أحمد آل خليفة عن العلاقات البحرينية القطرية قائلاً بأنها «استراتيجية وتبشر بمستقبل زاهر».

 

وفي 6 مايو 2008 وقّعت البحرين وقطر اتفاقية عقد التصميم والبناء لمشروع جسر قطر- البحرين بين مؤسسة جسر قطر والبحرين وشركة فينسي العالمية للمقاولات.

 

بعدها (في 7 مايو 2008) منح عقد تصميم وبناء الجسر إلى ائتلاف مكون من أربع شركات عالمية، ومنذ أن بدأ الحديث عن احتمال إنشاء جسر بين البحرين وقطر والأنظار تتجه إلى اليوم الذي يعلن فيه بالفعل البدء في ذلك المشروع الحيوي، بعيداً عن التصريحات والدراسات.

 

حتى هذه اللحظة لا أحد يعلم ما هو مصير جسر المحبة بين البحرين وقطر، في ظل الحديث عن بدائل أخرى وجسر جديد بين البحرين والسعودية.

 

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2016/12/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد