آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

لغة المستقبل


إبراهيم محمد باداود ..

كشفت دراسة إحصائيَّة نُشرت -مُؤخِّرًا- أنَّ عددَ المتَّصلين بشبكة الإنترنت في العالم تجاوز 3 مليارات و700 مليون مستخدم، وهذا العدد يتجاوز نصف سكان الكرة الأرضيَّة، والبالغ عددهم قرابة 7 مليارات، في حين أوضحت الدِّراسة أن هناك ارتفاعًا في عدد المستخدمين للإنترنت حول العالم بنسبة 10

%، وتعود أسباب هذا الارتفاع إلى التطوُّر الكبير الذي يشهده قطاع الاتِّصالات من جهة، وانخفاض أسعار خدمات الإنترنت من جهة أخرى، وفي الوقت الذي أظهرت الدراسة أنَّ سكان القارة الإفريقيَّة هم الأقل اتِّصالاً بالإنترنت في العالم، إذ لا تزيد نسبة المتَّصلين بالإنترنت في القارة الإفريقيَّة عن 29%، أشارت الدراسة أنَّ دولة الإمارات هي الأولى في العالم في نسبة الاتِّصال بالإنترنت بنسبة 99%، وفي الوقت نفسه أشارت الدراسة إلى أنَّ استخدام الحاسب الآلي انخفض بنسبة 20%، في حين ارتفع استخدام الهواتف المحمولة بنسبة 30%.

النتائج السابقة تشير بشكلٍ واضحٍ بأنَّنا متَّجهون نحو عالم جديد، عالم تسيطر عليه التقنية وشبكة الإنترنت والهواتف المحمولة، وهذا ما أكَّدته دراسة أخرى أجرتها شركة (جيمالتو) في مجال الأمن الرقمي، حيث أفادت بأن 87%من المواطنين السعوديين يتداولون الخدمات المصرفيَّة عبر الإنترنت، أو الهاتف المحمول، وفي الوقت نفسه ذكر تقرير آخر لـ(بوز ألن هاملتون) نمو التجارة الإلكترونيَّة في منطقة الشرق الأوسط بنحو 7 ,5 مليار بحلول عام 2020م، وأكد التقرير بأنَّ تطوُّرات التجارة الرقميَّة ستساهم في فتح العديد من الفرص الاستثماريَّة، كما سيساهم في تطوير مجال مبيعات التجزئة.

لا حاجة لنا لتقديم المزيد من الدِّراسات والأبحاث والشواهد بأنَّ المستقبل هو مستقبل رقمي، وذلك على الرغم من خطورته، واعتماده بشكلٍ رئيسٍ على شبكة الإنترنت، واستهدافه بعمليَّات قرصنة متوالية، وخصوصًا للبيانات الشخصيَّة، والتي لا تكون محميَّة أو تكون درجة حمايتها ضعيفة، ومع ذلك فإن العالم يمضي قُدمًا نحو تحويل كافَّة الخدمات المقدَّمة في مختلف المجالات، لتصبح خدمات إلكترونيَّة، تستطيع أن تصل إليها في ثوانٍ من خلال الأجهزة المحمولة، والتي تشير الإحصاءات بأنَّ مبيعاتها في ارتفاع، كما أنَّ وسائل تطويرها والتنافس بين الشركات المصنعة لها في تقديم مزايا جديدة متواصل.

الأميَّة في المستقبل لن تكون فيمن لا يعرف القراءة أو الكتابة، بل ستكون فيمن لا يعرف كيف يتعامل مع هذه الخدمات الإلكترونيَّة، والتي لن تهتم كثيرًا بهؤلاء؛ لأنَّهم سيكونون مجبرين لتعلُّم هذه اللغة الجديدة؛ لأنَّها لغة المستقبل.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/02/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد