آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

14 فبراير... وحلم تلاقي الإرادات


هاني الفردان ..

أكملت البحرين يوم أمس الثلثاء (14 فبراير/ شباط 2017) العام السادس بالتمام والكمال على دخولها أزمة سياسية وأمنية خانقة لازالت معالمها مستمرةً حتى الآن.

هذا اليوم كان قد سجّله التاريخ البحريني على أنه يوم جمع الناس في بوتقة واحدة، وفي مثل هذا اليوم صوّت الشعب البحريني على ميثاق العمل الوطني في العام 2001، وبنسبة 98.4 في المئة، للإيذان بدخول مرحلة جديدة مختلفة كلياً عما قبلها، ولتنقل البحرين لمساحة مغايرة عمّا كانت عليه.

بعد عشر سنوات، وفي ذات اليوم (14 فبراير 2011) بدأت مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر، بعد أن شهدنا حوادث هزّت البحرين على مدى شهر كامل، وتداعت بعدها الحوادث التي لاتزال مستمرة حتى الآن.

ستة عشر عاماً على مرور ميثاق العمل الوطني، وستة أعوام على ما جرى في فبراير 2011، والتبعات السياسية والأمنية في البحرين تتراكم نحو التعقيد أكثر فأكثر.

في مثل هذه الأيام لا يسعنا إلا الحديث عن حاجة البحرين إلى أن تخرج ممّا هي فيه... نحو تسوية شاملة تضمن لها الاستقرار والأمن التام. ولا يسعنا أيضاً إلا إبداء الخشية أن نقع في حفرة عميقة، حفرناها جميعاً بأيدينا، لا نستطيع بعد ذلك الخروج منها لعمقها واتساعها.

يعتقد البعض أن الأزمة السياسية التي نعيشها، قاربت على النهاية، أو أنها أصبحت تحت السيطرة، أو أنها أصبحت «محاصرة»، وهو فهم لا يستوعب حقيقة ما يجري، فالأمور مازالت تراوح في مكانها بل أنها تزداد تعقيداً.

من الصعب أن يستشعر أحداً أن الأمور وضعت أوزارها، كما أنه من الصعب التكهن بمستقبل بلد يعيش الانقسام.

إن إغلاق، أو حل، أو تصفية جمعية هنا وأخرى هناك، لن ينهي قضية ولن يحل أزمة، ولن يوصلنا الى نهاية هانئة... لأن ما حدث من قبل لم يكن محصوراً في جمعية أو شخصية، بل كانت هناك، ولا زالت، مطالب مشروعة رفعتها مختلف فئات الوطن، ولو بدرجات متفاوتة.

أن من دعوا للتصويت على ميثاق العمل الوطني وأوصلوا نسبة التصويت إلى 98.4 في المئة في 2001، كان معظمهم - قبل ذلك بأيام - في السجون، وخروج البحرين من تلك الحقبة الخانقة تحقق عبر تلاقي الإرادات. ولذا، فإن من سيخرج البلاد من أزمتها السياسية الحالية، ليس تشديد القبضة الأمنية، بل الحوار القادر على جمع كل فئات الوطن كما حدث من قبل.

لم يكن من السهولة بمكان على الإطلاق أن تقنع المعارضة جماهيرها وقواعدها الواسعة بالتفاعل مع المشروع السياسي الإصلاحي الوليد لجلالة الملك في العام 2001 لولا أن الأبواب فتحت لاحتضان الجميع.

في تلك الفترة ورغم «الحذر والدهشة» اللذين كانا مسيطرين على كل شيء، الا ان الشارع المعارض، كما هي السلطة، كانا يحملان معاً حلماً بالخروج من آلام الماضي، وكل ذلك دفع نحو تلاقي الإرادات.

لم يستغرب أحدٌ أن تكون نتيجة التصويت على الميثاق بنسبة ساحقة (98.4 في المئة)، لأن الشعب بكل فئاته كان يسارع الخطى من أجل أن يبصر شيئاً من الأمل، وكل ذلك تحقق - بشهادة الجميع - بعد أن استطاعت المعارضة أن تقنع جماهيرها الغفيرة بأن تصوت بـ«نعم للميثاق».

ثمة خطوات كبيرة قامت بها المعارضة حينذاك في سبيل تحشيد الشارع نحو خيار التأييد الساحق للمشروع السياسي الجديد، وسبق تلك الخطوات مبادرة تلو مبادرة، وانفراج يعقبه انفراج، ومكرمة تعقبها مكرمة أخرى.

تضميد الجراحات، وخلق المبادرات، وتلاقي الإرادات، وحده ما سينقذ البلاد ويصلح نفوس العباد.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/02/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد