آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

كنزٌ لم نستفد منه


إبراهيم محمد باداود ..

هي اللبنة الأساسية التي تبنى بها الحضارات، وهي همزة الوصل التي ترتبط بها الثقافات المختلفة، وهي الكلمة الأولى التي نزلت على أفضل البشر، وانطلقت من خلالها أفضل الرسالات، من خلالها يتمرَّن العقل ويعمل الذهن وتنشط الأفكار، وتخف ضغوط العمل أو الضغوط الشخصية، وينتقل الإنسان من عالمه إلى عالم آخر، ويرتقي الإنسان بعلومه ومعارفه وثقافته، فينطلق لسانه وتتحسَّن لغته وتتطوَّر تعابيره وأوصافه، ويصبح ذهنه حاضرًا، ومفرداته ثرية وشخصيته مرموقة، وتصبح شخصيته أكثر قبولًا في أوساط المجتمع.

للقراءة فوائد متعددة تخرج عن إطار الفوائد المتعارف عليها، من زيادة في الوعي، أو تحصيل للمعلومة، فالقراءة لها تأثير مهم على الدماغ وعلى المهارات، وكذلك على الحالة النفسية، فمن تعوَّد على القراءة فنادرًا ما تجده شارد الذهن، أو فاقدًا للتركيز، بل ستجد كثيرًا منهم ذوي بديهة سريعة، كما تجدهم ذوي مهارات متميزة في التحليل النقدي، لأنهم يقرأون باستمرار، فينظرون للأمور من خلال زوايا مختلفة بناء على سعة اطلاعهم، كما أن كثيرًا ممن اعتاد على القراءة تجد إحساسه بالتوتر والإجهاد قليلًا، لأن القراءة تساعد على تخفيف التوتر ورفع مستوى السكون والطمأنينة، كما تجد ذاكرته قوية ومهاراته الكتابية متميزة، وتجاربه متعددة، وذلك من خلال سعة اطلاعه.

لا تنحصر فوائد القراءة على المستوى الفردي فقط، بل تتجاوزها لتشمل معظم فئات المجتمع، إذ من خلال الإقبال على القراءة يتطوَّر الجانب الاقتصادي في المجتمعات، فتعمد المطابع ودور النشر وغيرها من الجهات ذات الصلة بالتأليف على العمل، كما تنشط مبيعات الإصدارات بمختلف أنواعها، وتتحسَّن نوعية الحياة من خلال تناقل المعرفة بين الثقافات المختلفة، كما أن القراءة تساهم في الترفيه عن المجتمعات، وزيادة الإنتاج الأدبي والعلمي والفني.

هناك كَمٌّ كبير من المعلومات يصل لكل فرد منّا اليوم ليطلع عليه ويقرأه، وخصوصًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، غير أن البعض يهدر وقته في قراءة ما لا يفيد، ويترك ما يفيد، ولو حرص البعض على تسخير الوقت الذي يقضيه يوميًا في التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعية ليجعله مخصصًا لقراءة ما هو مفيد، لوجد خلال فترة قصيرة تغيُّرًا كبيرًا في قدراته ومهاراته وحياته الشخصية.

القراءة كنزٌ ثمين لم يعرف كثير منّا قيمته للآن، وذلك بالرغم من أن شبكة الإنترنت والأجهزة الإلكترونية الحديثة ساهمت في جعل القراءة اليوم أيسر وأسهل من السابق، إلا أن البعض لا يزال يجهل قيمة هذا الكنز، ولا يحرص على الاستفادة منه.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/03/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد