آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. كاظم ناصر
عن الكاتب :
أستاذ جامعي مقيم في ولاية كانساس الأمريكية

هل سيكون مجلس التعاون الخليجي الضحيّة الأولى للحلف العربي الإسلامي الأمريكي الجديد “ضدّ إيران”؟

د. كاظم ناصر

 السعودية كانت دائما جاهزة لمشاركة أمريكا في مؤامراتها ضدّ العرب والمسلمين . لقد شاركتها في تدمير الوحدة السورية المصرية التي كان من الممكن أن تكون نواة وحدة عربية شاملة، وحاربت الثورة اليمنية منذ قيامها، وتشارك  حاليا في تدمير اليمن والعراق وسورية وليبيا، وبذلت كل جهد ممكن لإفشال الحركة القومية العربية، وساهمت في إفشال الربيع العربي، ودعمت الأحزاب الإسلامية المعادية للديموقراطية، وهدرت ثروات طائلة في مؤامرات وصفقات لم يجني منها الشعب السعودي والأمة العربية شيئا ! لقد فعلت كل هذا ” خدمة للإسلام والمسلمين” كما تدّعي هي ورجال الدين المنافقين المتحالفين معها، والداعمين لسياساتها التي لا تخدم إلاّ أعداء الأمّة والدين!

إسرائيل وأمريكا وليست إيران هي التي تهدّد أمن الخليج والوطن العربي، وهي التي صنعت الإرهاب وليست إيران كما يدّعي ترامب ونتنياهو وبعض حكّام الدول الخليجيّة والعربية. أمريكا وإسرائيل لن تحاربا الإرهابيين الذين يقومون بتدمير الوطن العربي نيابة عنهما، وبالتعاون مع دول عربية وإسلامية. إنهما تراقبان سفك الدماء والتدمير العربي- العربي بسرور بالغ، وتعملان معا على تأجيج الخلاف الخليجي الإيراني، واستخدامه كشمّاعة لتحقيق أطماعهما والمحافظة على مصالحهما.لو كان الحكام العرب يعقلون، لأقاموا تحالفا عربيّا إسلاميّا يشمل إيران للتصدي لهما ولأطماعهما المعروفة في المنطقة ولتحرير القدس وفلسطين !

السعودية حاولت دائما السيطرة على المجلس والتحكم بقراره، مما أثار مخاوف دوله الأخرى من هيمنتها عليه. ولهذا فإن المجلس عانى من أزمة ثقة كبيرة وعدم اتفاق بين حكّامه على سياسات موحدة. عمان والكويت لهما مواقفهما وسياساتهما المختلفة، وقطر متمرّدة ، والبحرين مستسلمة للهيمنة السعودية مقابل الدعم المالي والعسكري الذي تتلقاه منها، والإمارات العربية تسود علاقاتها مع قطر والسعودية فتور وتوتر .

هذه الخلافات قد تقود إلى تفكّك هذا المجلس، أو انسحاب بعض أعضائه وإقامة علاقات سياسية وعسكرية متينة مع إيران .الخلافات العلنية الحالية بين قطر والسعودية ليست حديثة .قطر تخشى جارتها الكبيرة ولا تثق بها وتعتقد أن ارتباطها بإيران أقل خطرا على مستقبلها من الرضوخ للإرادة السعودية .إن تمرّدها على محاولات السعودية للهيمنة على دول الإتحاد، سيشجّع عمان والكويت على التمرد أيضا، وقد ينتهي هذا التحالف القبلي الذي لا يهتم إلا باستمرار حكم العوائل المسيطرة على دوله.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/06/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد