آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

موسم التزلّف إلى الكيان.. هذيان نيكي هايلي!


نبيل نايلي

“أنا أحتذي حذاء ذا كعب عالٍ ليس كموضة، وإنما لكي أضرب به مجدداً في كل مرة يحدث فيه شيء غير صحيح.. يوجد شريف جديد في المدينة.” سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي.

كما كان متوقعا تقدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخطار رسمي، “بأنها تعيد النظر في مشاركتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة”، داعية إلى “إصلاح المجلس″ لإنهاء ما اعتبرته “تحيزا مزمنا ضد إسرائيل”.

سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، Nikki Haley،  أعلنت في منتدى جنيف، أن: “الولايات المتحدة تدرس بعناية أمر هذا المجلس ومشاركتها فيه”. وترى أن “بعض المجالات تحتاج إلى تعزيز واضح”!

السفيرة هايلي أعربت -في ابتزاز مبطّن- عن “رغبة واشنطن في الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ما لم يتم الإعلان عن إصلاحات تشمل” وذلك احتجاجا عمّا أسمّته “انحيازا ضد إسرائيل”.

لتعلنها صراحة ودون مواربة “عندما يصدر المجلس أكثر من 70 قرارا ضد إسرائيل وهي دولة ذات سجل قوي فيما يتعلّق بحقوق الإنسان و7 قرارات فقط ضد إيران وهي دولة ذات سجلّ سيء للغاية لحقوق الإنسان، تعلم أن شيئا يسير بشكل خاطئ”!!!

هايلي كانت دعت أيضا في مقال نشرته، في مطلع الأسبوع، بصحيفة الواشنطن بوست، Washington Post، المجلس “لإنهاء ممارساته التي تختص إسرائيل بالنقد” لا و”دون وجه حق” أيضا!

هايلي المتباهية بــ”كعبها العالي” وتشجب القرار الأممي 2334 المتعلق بالمستوطنات، مصرّة أنّ “زمن مصارعة “إسرائيل” انتهى”، موضحة -لمن لم يفهم بعد- أنّ إدارة ترامب تختلف تماماً عن إدارة سابقه أوباما في ما يتعلّق بالتعامل مع الكيان، موضحة في زهو أنه “يوجد شريف جديد في المدينة”!أنه  “يوجد شريف جديد في المدينة”!

أ ليست هي من قالت “لست هناك لكي ألعب، و أعلنت “ما أريده هو التأكد من عودة الولايات المتحدة للقيادة”؟ أ لم تعلن على رؤوس الأشهاد ” لا توجد لدينا صديقة أفضل من إسرائيل”، و”أريد أن يعرفوا بأنّ هذا حدث لكنه لن يتكرّر أبداً”؟

هايلي التي تتباكى على “انحياز المجلس″ ضد “إسرائيل” تتناسى أن هذا للكيان المسخ نشأ بقرار أممي وأن عدد القرارات التي صدرت تدين ممارساته، وضرب بها عرض الحائط، تناسيها الـ33 “حق” النقض أو الفيتو، الأمريكي لصالح الكيان وضد القرارات الفلسطينية! فالولايات المتحدة استخدمت سلاح الفيتو 79 مرة في تاريخها، منها 41 لصالح إسرائيل ومصالحها، مما يعني أن حق النقض الفيتو، ظلّ سيفًا مسلّطًا على رقاب الفلسطينيين!

هايلي التي انتقدت أيضا عضوية كوبا وفنزويلا مشيرة إلى “انتهاكات لحقوق الإنسان” واقترحت “التصويت على منع أكبر منتهكي حقوق الإنسان من الحصول على مقعد”!  طبعا كوبا وفنزويلا، أما السعودية ودول الخليج فالحريف “الحليف”!! الذي يعرض عليهما وساطته بعد “جزية القرن السعودية” في انتظار “الجزية القطرية”! ألا تكشف، في عز الأزمة الدبلوماسية ومقاطعة قطر، قناة “فوكس نيوز″، نقلًا عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، “أن هناك تقدماً في إتمام صفقة تزويد قطر بـ72 مقاتلة من طراز “أف-15″، بكلفة 21.1 مليار دولار؟ أم أن لغة الوحيدة المتبعة هي لغة الصفقات؟؟؟

ليقرّ عتاة الصهاينة عينا! ما دام هناك من يزايد عليهم في صهينتهم! فبنيامين نتنياهو نفسه لم يكن ليتجرأ على هكذا تصريحات بهذا! ولا حتى نفتالي بينيت، أما يئير لبيد وداني دنون وداني ديان فكانا سيبدوان أقل وقاحة! وسفيرة حكومة إسرائيل، الجناح المتطرّف في الأمم المتحدة، هايلي أدّت المهمة وزيادة!! وب”كعبها العالي صار يمكن ضرب كل من ينتقدون إسرائيل مثلما وعدت!

ألم يتم يعين ترامب مستشاره خلال الحملة الانتخابية المحامي المتصهين، ديفيد فريدمان، David Friedman، -الذي أعرب عن دعمه لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، ويقيم علاقات وثيقة مع مستوطنيها- سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل؟

ألم تتعهّد إدارة ترامب بنقل سفارة الكيان إلى القدس المحتلة؟ ويعلق الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض علق على قرار تأجيل القرار، “أن السؤال الذي يجب أن يطرح متى ستنقل السفارة الأمريكية للقدس؟ وليس هل ستنقل السفارة”؟، مصرا على أنّ “تأجيل عملية النقل يجب أن لا تفسّر بتراجع دعم الرئيس الأمريكي لإسرائيل”!!

وتبعا لما ورد بالنيويورك تايمز، New York Times، نقلا عن مسؤولين أمريكيين بأن إدارة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي اي ايه ، CIA ” عيّنت “آية الله مايك” و “الأمير الأسود” مايكل دياندريا، Michael D’Andrea، المورّط في تمويل جماعات معارضة وتسليحها على غرار ما فعلت المخابرات الأمريكية في سوريا وليبيا والعراق والمشرف على عملية اغتيال عماد مغنية قائد العمليات الخارجية في حزب الله، عينته إدارة ترامب مسؤولا عن جميع عملياتها في إيران؟!

كيف، والحال أضحت على ما هي عليه،تفتيت وإفشال ممنهج، لا يعلن   وزير “الأمن” الصهيوني أفيغدور ليبرمان أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدول العربية أدركوا أن العدو ليس إسرائيل التي يمكن أن تكون مفتاحاً لحلّ المشكلة والتسوية” و”نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى من إبرام اتفاق سياسي إقليمي، فمن وراء الستار تحدث أشياء يمكن أن توصل إلى اتفاق تطبيع كامل مع الدول العربية السنية دون صلة لما يحدث على القناة الفلسطينية”؟

زمن صهيوني بشخوصه والأحداث!

صحيفة رأي اليوم
*باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

أضيف بتاريخ :2017/06/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد