آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

معدل قراءة السعودي؟!


إبراهيم محمد باداود

من المؤلم أن تتحول المجتمعات العربية والإسلامية إلى مجتمعات أمية، بالرغم من أنها هي أمة (اقرأ)، ومنها خرج كبار الأدباء والفصحاء وأهل الأدب والخطابة، ولا يعود الأمر إلى الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية فقط، بل يرتبط الأمر في كثير من الأحيان بالعادات والسلوكيات وخصوصًا بالنسبة للأطفال، إذا لم تُورَّث الأجيال حب القراءة والإقبال عليها.

أشارت اليونسكو في تقرير لها بأن معدل قراءة الأطفال في العالم العربي خارج المنهج الدراسي 6% في السنة، وفي الوقت الذي يقرأ فيه كل 20 طفلًا عربيًّا كتابًا واحدًا؛ ففي المقابل نجد الطفل البريطاني يقرأ سبعة كتب في العام، والطفل الأمريكي 11 كتابًا، كما تشير إحصائيات أخرى إلى أن رصيد الدول العربية لا يتجاوز 11% من الإنتاج العالمي لكتب الأطفال، رغم وجود أكثر من 55 مليون طفل في العالم العربي.

هناك العديد من الدراسات ذات الأرقام السلبية عن القراءة في العالم العربي، ومنها أن الفرد العربي يقرأ ربع صفحة سنويًّا، فيما يقرأ الأمريكي 11 كتابًا، ووفق دراسة صادرة من مؤسسة الفكر العربي في القاهرة تفيد أنه في الوقت الذي تصدر دور الطباعة كتابًا واحدًا لكل 12 ألف مواطن عربي، فإننا نجد إصدار كتاب لكل 500 مواطن إنجليزي، وكتاب لكل 900 مواطن ألماني، أي أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في إنجلترا.

هناك المزيد من الأرقام المفجعة عن هذا الموضوع، مما يستدعي ليس فقط القيام بحملات توعية مكثفة تساهم في إعادة الثقافة إلى وضعها الطبيعي في المجتمع العربي، بل وأيضًا إيجاد مؤشرات قياس واضحة وبيّنة وتستند إلى معايير علمية تقدم إحصائيات موثوقة ودقيقة عن معدل قراءة المجتمعات بشكلٍ عام، ومجتمعنا في السعودية بشكلٍ خاص، إذ ساهمت معارض الكتاب والتي تم تنظيمها في السنوات الأخيرة في كشف حب وشغف المجتمع السعودي للقراءة، إذ زار تلك المعارض الملايين خلال أيام محدودة، كما انتشرت أندية القراءة سواء تلك المرتبطة بالجامعات أو الأندية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعية، كما عمد البعض إلى تقديم خدمات متنوعة في هذا المجال منها الكتب المستعملة والكتب الملخصة والكتب المسموعة، يضاف إلى ذلك الفعاليات الثقافية السنوية والمعارض والمهرجانات.

القراءة لا تساهم فقط في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، بل هي أيضًا صناعة هامة للثقافة والإبداع والأدب، يمكنها أن تكون عنصرًا رئيسًا من عناصر الاقتصاد الوطني.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/06/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد