آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

الأمن المائي بين الدولة والفرد


إبراهيم محمد باداود

المياه في الوطن العربي محدودة، وهناك 13 بلدًا عربيًا تقع ضمن فئة البلدان ذات الندرة المائية ومع زيادة معدلات النمو السكاني فإن هذه الندرة تزيد، وفي المملكة العربية السعودية نجد بأن النطاق الصحراوي الموجودة فيه وشح الأمطار وعدم وجود الأنهار وارتفاع درجات الحرارة، وممارسة البعض لأنشطة اقتصادية تزيد من الضغط على استهلاك المياه المتوفرة واستهلاك مخزون المياه الجوفية ساهم في تفاقم مشكلة المياه وتحويلها إلى أزمة خطيرة يجب العمل على إيجاد حل فوري لها مع العلم بأن نصيب الفرد السنوي من الموارد المائية أقل من 500 متر مكعب سنويًا وقد أتفق على أن أي بلد يقل متوسط نصيب الفرد فيه من المياه سنويًا عن (1000ـ 2000) م3 يعتبر بلدًا يعاني من ندرة مائية.

البنية التحتية أحد أهم العوامل التي ساهمت في تواضع الخدمات العامة المقدمة في العديد من المدن بالمملكة فالشبكات الموجودة لتلك الخدمات سواءً على مستوى الكهرباء أو المياه أو الهاتف أو الإنترنت أو الصرف الصحي في تلك المدن بعضها غير موجود في الأساس والبعض الآخر متهالك وقد أشار تقرير لوزارة البيئة والمياه والزراعة وفق خبر نشرته صحيفة الوطن مؤخرًا بأن كميات المياه المفقودة في شبكات المياه يقدر بنحو 25% من إنتاج المملكة للمياه سنويًا وتتجاوز تكاليف إنتاجها الـ5 مليارات ريال في حين تسعى الوزارة إلى خفض نسبة المياه المفقودة من 25% إلى 15% خلال الخمس سنوات المقبلة.

عندما عمدت الوزارة قبل فترة في رفع تعرفة استهلاك المياه على الأفراد كان الهدف هو ترشيد استهلاك المياه وهو هدف إستراتيجي هام للمحافظة على الأمن المائي وأعتقد أن معظم أفراد المجتمع يؤيدون مثل هذه الخطوة خصوصًا في ظل الهدر الكبير الذي نشاهده في المياه سواءً على مستوى الأفراد أو المنازل أو الفلل والقصور أو المزارع غير أن آلية تطبيق رفع التكلفة لم يتم تطبيقها بشكل صحيح مما ساهم في إحداث أثر سلبي تطلب إعادة النظر في تلك التعرفة من جديد.

والمحافظة على المياه تتطلب جهودًا مشتركة لا تنحصر في الفرد فقط وتوعيته بأهمية ترشيد المياه من خلال استخدام أجهزة التّرشيد الحَديثة أو رفع تعرفة المياه عليه ليقتصد في استخدام المياه بل لابد على الدولة -ممثلة في وزارة المياه- أن تعمد أيضًا على صيانة الشبكات الأرضية المتهالكة والتي تهدر المليارات من الريالات ليكون الجهد مشتركًا بين الفرد في الترشيد والدولة في الصيانة لنحافظ على أمننا المائي وينعم المجتمع بما يحتاجه من وفرة مائية لحياة كريمة.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد