آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمود إبراهيم حامد الدوعان
عن الكاتب :
أستاذ الجغرافيا الطبيعية والبيئة المشارك - قسم الجغرافيا- كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبد العزيز بجدة

حمى الضنك يا أمانة جدة


محمود إبراهيم الدوعان

تهتم الدول الراقية بصحة سكانها خاصة الذين يقطنون في المناطق الحارة بالقضاء على مسببات الأمراض من الفيروسات والبكتيريا الضارة والقضاء عليها نهائيًا وفق برامج منظمة الصحة العالمية في العالم ومن ضمن هذه الدول المملكة العربية السعودية خاصة في مكافحة الأمراض المنتشرة في المناطق الساحلية المنخفضة والتي تتكون فيها برك تجمعات البعوض وتكاثرها بشكل كبير في ظل غياب المتابعة المستمرة في مكافحة مثل هذه الأمراض.

لا يختلف اثنان على أن أمانة محافظة جدة تقوم بجهود جبارة في تغطية أجزاء كبيرة من هذه المدينة المترامية الأطراف وفي مجالات كثيرة ومن ضمنها ما يعرف بـ»الإصحاح البيئي» والقضاء على كثير من المستنقعات والتجمعات المائية الحاضنة للعديد من الأمراض ومن أهمها حمى الضنك التي عانى منها الكثير من السكان في عام 2006م، وما زالوا يعانون -وإن كان بشكل أخف- حتى يومنا هذا لعدم التخلص من هذه المستنقعات بالكامل.

وقد كشفت بعض متابعات وزارة الصحة أن الأحياء الأكثر إصابة هي: منطقة البلد، وحي الصفا، ومدائن الفهد، والحمدانية، ولكن هناك بعض المواقع التي ما زالت مهملة وما زال بها بعض البرك والمستنقعات التي يتكاثر فيها البعوض مثل حي «طيبة» في مخطط الرحيلي شمال جدة.

وتكون ذروة الإصابة بهذا المرض «حمى الضنك» في أغلب الأحوال في ثلاثة شهور من السنة وهي: أبريل، ومايو، ويونيو، ولكنها بعد مكافحتها والقضاء على جزء من مصادرها الرئيسة أصبحت ضمن المعايير الدولية وليست كما كانت في عام 2006م ونحن نطمح في القضاء عليها نهائيًا.

وأفضل الأمثلة الجيدة على وجود المستنقعات هو «حي طيبة 4» بمخطط الرحيلي حيث توجد التجمعات المائية حول مركز الرعاية الصحية الأولية «خالد النموذجي»، وكذلك مسجد الحي «الذاكرين» الذي يتسع لأكثر من (1500 مصل) ومجمع مدارس ضخم وكبير وهو تحت الإنشاء وما زالت مخلفات الأمطار من يناير 2017م متجمعة حتى الآن وشاهد على تقصير الأمانة في هذا الجانب والذي لم تمتد له يد الإصلاح حتى الوقت الراهن.

فمن منطلق الحفاظ على الصحة العامة يجب أن تضطلع بلديات الأمانة الفرعية بمسؤولياتها في تغطية جميع الأحياء التي تقع تحت مسؤولياتها حفاظًا على سلامة السكان والمواطنين عن طريق طمر هذه البؤر القاتلة والمسبب الرئيس لهذه الأمراض، والكثير من الفيروسات، وأن يتخذ إجراء عاجل لطمرها وزفلتتها، وتخليص الناس المحيطين بها من عواقبها الوخيمة لا قدر الله. حفظ الله الجميع من كل مكروه.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد