آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
راشد محمد الفوزان
عن الكاتب :
ماجستير بالإدارة، كاتب يومي بجريدة الرياض،مدير مكاتب CNBC عربية بالمملكة، حاصل على جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب الاكثر تاثيرا بالإقتصاد

28,5 مليون نخلة.. أين التوطين والاستثمار؟!


راشد بن محمد الفوزان

هيئة الإحصاءات العامة في آخر إحصاء لها أشارت إلى أن عدد النخيل بالمملكة يقارب 28,5 مليون نخلة، وعدد سكان المملكة الكلي 31 مليون نسمة، والسعوديون يقارب 22 مليون اليوم، ويقول الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للنخيل والتمور الدكتور عبدالرحمن الجنوبي إن المملكة تستهلك 800 ألف طن من التمور وهناك فائض يقدر ب‍‍ـ300 ألف طن كما أن معدل تصدير المملكة بلغ 70 ألف طن سنويا 30% منها يخرج هدايا وصدقات "صحيفة مكة تصريح في أكتوبر 2014"، وسأفترض زيادة معدل الإنتاج والاستهلاك، فالواضح أن الإنتاج يقارب 1,1 مليون طن، ولنفترض أنه وصل 1,3 أو أكثر أو أقل قليلا، هذا يعبر عن حجم هائل في عدد النخيل والإنتاج، ونحتاج إحصاء جديد حول ذلك.

بالنظر لعدد النخيل الذي يفوق 28 مليون نخلة، وإنتاج يفوق 800 ألف طن، وفائض يقارب 300 ألف طن، والنمو مستمر، وعلى مستوى المملكة ككل، السؤال هنا بعد ملاحظة حالات "تسمم أو عدم صلاحية التمور بسبب الكيماويات المستخدمة" أو لأي سبب كان، يظهر أن هناك عبثاً يتم بهدف أن تكون "التمرة" أسرع نمواً ونضجاً وشكلاً وحجماً، لكي تلبي طلب الجمهور الذي يبحث عن مواصفات محددة، كاللون والحجم، السؤال من يقوم على زراعة التمور اليوم؟! من يشتري المزارع والنخيل في المزارع قبل نضجها؟ لماذا يعاني المزارع السعودي من نقص عمالة يضطره للتخلص من مزرعته ببيعها على وافد؟ لماذا يضطر المزارع لبيع إنتاجة بأبخس الأثمان لأنه لا يعرف ماذا يفعل بفائض الإنتاج؟ لماذا يضطر المزارع للتخلص من النخيل التي لديه بحرقها أو رميها حين لا يريدها لأي سبب ولا يوجد أي وجه لاستثمار النخلة في "جريدها وكربها وخوصها وغيره كثير من مكونات النخلة" ناهيك عن التمر نفسه في كيفية حفظه وتنويع الإنتاج منه سواء من خلال (الدبس- أو الحلويات- أو الحفظ له بأوجه كثيرة- أو خل) وعشرات المنتجات. النخلة مصنع متكامل المنتج تشتق منه عشرات المنتجات بدون جدال، ولكن أين نحن منه وقد اختزلناها في التمر فقط، وبعض المنتجات المحدودة جداً.

لا أعرف لماذا لم تتجه بوصلة توطين النخيل لشبابنا، وأن يتم دعمهم مالياً وبخبرات وبكل شيء، وهي منتج استراتيجي لنا، لم تعد بيدنا للأسف، لماذا لم يوجه الشباب لها، وهي باب استثمار وأمن غذائي مهم وكبير وعمل حر واسع، لماذا غيّب هذا القطاع عن شبابنا؟، فهي خير البلد وخير للجميع، فرص بلا حدود.

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/08/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد