هاني الفردان

التسعة مليارات تساوي 9 آلاف مليون (9 مليارات دولار تساوي تقريباً 3.4 مليار دينار)، رقم بحجم بلدنا مهول جداً يساوي ثلث حجم الدين العام للبلد، ويزيد عن موازنة عام كامل تقريباً.

ماذا كان بالإمكان فعله بـ 9 مليارات دولار؟ كانت ستسدد عجز الموازنة للعامين 2017 و2018، وكانت ستوقف مسلسل التقشف، وفرض الضرائب والرسوم، ورفع الدعم عن اللحوم والوقود.

التسعة مليارات، كانت ستهدئ من روع بعض الشوريين خصوصا عندما يتم الحديث عن مشاريع وقوانين ومقترحات لدعم المواطنين، فلن يكون هناك عذر لرفض كل ذلك بحجة وضع البلد المالي، والعجز الاكتواري وغيرها.

ماذا لو استثمرت المليارات التسعة أو العشرة، في تسديد الدين العام وخفضه لأدنى مستوى، وتحسين الوضع المالي للبلد؟

ماذا لو وجهت المليارات تلك، لتحسين خدمات البنى التحتية؟ قبل أيام فقط كان وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف يتحدث عن حاجته فقط لـ12 مليون دينار لإنهاء أزمة الأمطار المتكررة كل عام..

يقول الوزير: "إن وضع حل جذري لمشكلة الأمطار يتطلب موازنة تقدر بنحو 12 مليون دينار من خلال تنفيذ جميع مشاريع الوزارة في هذا الشأن"، فما المانع من ذلك ونحن مقبلون على موسم الشتاء وأزمة الأمطار..

على صعيد الإسكان، فإن وزير الإسكان نوه إلى أنه خلال مسيرة تقديم الخدمات الإسكانية استطاعت الحكومة توفير ما يقارب 129 ألف خدمة إسكانية مختلفة للمواطنين، على مدى 60 عاماً بحجم إنفاق بلغ ما يقارب 4 مليارات دينار بحريني، فمن السهل أن يتخيل أي إنسان بسيط ما يمكن أن تفعله المليارات التسعة في إنهاء أزمة الإسكان، وستزيد عن ذلك بكثير!

لن نتكلم عن الشوارع، والمدارس والصفوف الخشبية، ولن نتحدث عن البطالة، وعن الأسر المحتاجة، حتى اختلف النواب مع الشوريين على فرض زيادة سنوية (3 في المئة) على المساعدات الاجتماعية!

لن نتحدث عن توجه جهات رسمية لفرض رسوم حتى على خيام الإفطار والصلاة وإن كانت رمزية، ولن نتحدث عن الكثير من سياسات التقشف التي أثقلت كاهل الناس، والخدمات المتعطلة وغيرها الكثير.

سنترقب وننتظر، لنسمع إن كان هناك من سيتحدث عن المليارات التسعة.

لصالح مدونة "صوت المنامة"