آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

إذا كان التقاعد المبكر "كسلاً" فماذا يسمى "تقاعد النواب"؟

 

هاني الفردان

قبل أيام شن النائب الأول لرئيس مجلس الشورى رجل الأعمال جمال فخرو انتقاداً قاسياً لنظام التقاعد المبكر، معتبراً إياه بـ "المشجع على الكسل"، وقال في مقابلة صحفية مع صحيفة محلية: لا يوجد في معظم دول العالم نظام اسمه تقاعد مبكر، والدول المتقدمة لا تشجع هذه الأنظمة... إن استمرار تشجيع الناس على الكسل بات غير مقبول.

نعتقد أن المنطق غريب، فإذا كان تقاعد عامل أو موظف بعد عمل 20 عاماً مثلاً يعتبره الرجل الثاني لمجلس الشورى تشجيع على الكسل، فماذا يمكن أن يصف فخرو تقاعد عضو في السلطة التشريعية بعد عمل أربع سنوات فقط! وحصوله على ما يفوق حصول عامل كادح قد يعمل لمدة خمسين أو ستين عاماً! .

الرجل الثاني لمجلس الشورى تحدث عن العجز الاكتواري لصندوق التأمين الإجتماعي، ولم يتحدث عن التكلفة السنوية لصندوق تقاعد النواب والشوريين الذي يكلف الدولة ما بين 60 إلى 70 مليون دينار سنويًا!

بالعودة للحديث عن "الكسل" لن نذهب بعيداً، فقد عنونت صحيفة محلية في تغطية لها لجلسة مجلس النواب الثلاثاء الماضي (19 ديسمبر 2017) أن "النواب يصلون الظهر... ويهربون من الجلسة"، أي أنهم لم يكملوا حتى أربع ساعات في الجلسة!

قبل ذلك كان رئيس مجلس الشورى قد أعلن في جلسة من الجلسات أنه ليس لدى المجلس ما يضعه على جدول أعماله للمناقشة في الأسبوع المقبل، داعياً اللجان لتكثيف العمل، وتزويد المجلس ما يمكن أن يناقشه.
شعبنا ليس كسول، و"التقاعد المبكر" ليست بدعة، بل حق مكتسب، فهل من العدالة والمنطق أن يحصل نائب على راتب تقاعدي فقط لأنه مثّل الشعب أربع سنوات من عمره بما لا يقل عن 1600 دينار، فيما يكافح المواطن الفقير سنوات طويلة من أجل أن يؤمّن لنفسه وعياله راتبا تقاعديا بسيط!

فإذا كان مقياس الكسل هو سنوات الخدمة والعمل، فماذا سيطلق جمال فخرو على أعضاء السلطة التشريعية الذي يتقاعدون بعد أربع أو ثمان أو 12 عاماً بالكثير؟! •

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2017/12/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد