آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

الحرب الاقتصادية على دول الخليج

 

مصطفى الصراف

صرحت مديرة صندوق النقد الدولي، كرستين لاغارد: «بأن الحرب ليست في الأنبار ولا حتى في العراق أو سوريا، بل الحرب هي على اقتصادات الدول لتفقيرها وتجويع شعوبها، وذلك عن طريق تجريدها من قوتها المالية، ومن ثم العسكرية، وجعلها غير قادرة على شراء طلقة واحدة، كما بعدم تمكّنها من تسديد رواتب موظفيها، ومنهم العسكريون وقوى الأمن، لتظهر قوى مسلحة خارج إطار الدولة، تقوم بانتهاك القانون وتسلب الناس وتثير الفوضى، وتجبي الاتاوات..»، وطبعا هذا الكلام جاء متأخرا، ومع ذلك نقول ان يأتي متأخراً خير من ألا يأتي، من شخصية في هذا المركز المهم والعارف بما يجري ويؤثر في الاقتصاد العالمي، والكلام هنا موجه للدول التي تشن الحروب، وتنفق أموالها على شراء الأسلحة والإقدام على استعمالها في هدم بنيتها الاقتصادية وبنية دول المنطقة، إذ ما زال هناك باق بعض المال، وعليها أن تتوقف عن إنفاقه على الحروب والهدم، وتوجيهه إلى إعادة البناء والإعمار، وتوفير الاستقرار لتعيد بناء قوتها الاقتصادية بدلاً من التمادي في إفقار المنطقة، حتى تصل بنا الحال إلى الوضع الذي أشارت إليه كرستين لاغارد، ولعلنا نلاحظ منذ بداية ما سمي «الربيع العربي»، قد تحرّكت قوى الإسلام السياسي، وفي مقدمته «الإخوان» و«السلف»، وأعطت هذه القوى ظهرها لإسرائيل، ويممت شطر وجهها إلى الداخل العربي، ورفعت لواء الحرب الطائفية والمذهبية، فهدمت الدولة في ليبيا، وحاولت هدمها في مصر، ثم ذهبت إلى العراق، ثم سوريا، واليوم هي في اليمن، وكانت الخسارة بسبب هذه الحركات، بالإضافة إلى البشر خسارة مادية فادحة على جميع المستويات بسبب الدمار وعدم الاستقرار في المنطقة، وما زالت هذه القوى رهينة بيد الصهيونية العالمية، التي تحركها لتحقيق مآربها الاقتصادية والسياسية بافتعال هذه الحروب، أضف إليها انهيار سعر النفط، الذي تعتمد عليه المنطقة العربية بصورة رئيسية، سواء كانت دولا نفطية أو غير نفطية، بسبب عدم الاستقرار وتوقف مشاريع التنمية.

وهذا ما تريده الصهيونية العالمية، لكي لا يبقى في خزائننا حتى ثمن شراء طلقة لتسود إسرائيل بعد تفكيك دول المنطقة إلى إمارات ضعيفة متناثرة متحاربة مذهبيا ودينيا وعرقيا.
وعلى الرغم مما نقرأه ونسمعه من تصريحات بعض أصحاب الضمير من المسؤولين الغربيين عن مخطط للحرب المذهبية والطائفية في المنطقة، فإن أدوات الصهيونية من الإسلام السياسي ما زالت سادرة في إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وما زال تحريضها يلقى صدى من قبل زعامات عربية وكتاب ووسائل إعلام، تستعذب الاستسلام لدغدغة ما تغلغل فيها من رواسب تجلب لهم السعادة المزيفة على حساب مستقبل أوطاننا وأجيالنا.. لا شك في أن هؤلاء ضعاف العقول.

القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/01/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد