آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد صالح حلبي
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي سعودي

أين حديقة المسفلة؟

 

أحمد صالح حلبي ..

قبل أكثر من أربعة عقود مضت تمت إزالة مجموعة من المزارع بجنوب حي المسفلة، من بينها مزرعة بركة ماجد، لإنشاء حديقة المسفلة الكبرى، وقيل حينها إنها ستكون أكبر حديقة ليس على مستوى المملكة بل على مستوى الشرق الأوسط، وستضم العديد من الخدمات الأساسية للأسر والترفيهية للأطفال!

ومضت الأيام والسنين ولم نر من تلك الأقوال ما يشير إلى أن هناك خطوات عملية لإقامة مثل هذه الحديقة وخدماتها وألعابها الترفيهية، سوى إزالة المزارع ووضع أسوار، فاعتقدنا أنها بداية أولى لخطوات متتالية لأمانة العاصمة المقدسة لإخراج الحديقة للوجود، لكنا رأينا مع مرور السنين استقطاع مساحات من الحديقة لإنشاء مجموعة من المباني، فتم أولا إنشاء مقر لبلدية المسفلة الفرعية، ثم مبان خدمات لقطاعات حكومية، وهو ما يعطي إشارة إلى أن فكرة حديقة المسفلة قد ألغيت كما ألغيت غيرها من الحدائق، ولا يمكن اعتبار إنشاء موقف للسيارات متعدد الطوابق، وسوق يضم عددا من المحلات التجارية خطوة ناجحة، فما قامت وتقوم به الأمانة من فتح وإغلاق للسوق والموقف أوجد حالة من اليأس لدى الكثيرين، حتى وإن كانت عملية الإخلاء لإعادة الترسية لمستثمر آخر!

ولا نعرف حتى الساعة ما إذا كانت فكرة إقامة حديقة المسفلة ستنفذ أم إن ما يقال عنها مجرد كبسولات مسكنة يحصل عليها المواطنون كلما سألوا عن موعد الانتهاء من إنشاء حديقة المسفلة، وافتتاحها أمام المواطنين.

وقد لا تكون حديقة المسفلة

وحدها هي المشروع الترفيهي المتعثر منذ عقود بمكة المكرمة، فما أكثر الحدائق التي سمعنا وقرأنا عنها بمكة المكرمة حتى ظننا أننا سنتشبع بالحدائق، وستختفي التجمعات الأسرية في مزدلفة وعلى أرصفة الهدا، وسيتمتع أبناؤنا بتوفر كافة الخدمات لهم طوال فترة تواجدهم بهذه الحدائق.

وما زلت أذكر تصريح أحد مسؤولي أمانة العاصمة المقدسة السابقين حينما قال إن «عدد الحدائق العامة بمكة المكرمة يصل إلى نحو 300 حديقة ذات مساحات مختلفة، وهي منتشرة في مختلف الأحياء والمخططات السكنية، ومجهزة ومهيأة لاستقبال زوارها، إضافة إلى ملاعب كرة القدم والطائرة والتنس، وممرات المشاة التي صممت جميعها وفق أعلى المعايير الهندسية، وجهزت بأحدث التجهيزات»، فأين هي هذه الحدائق؟ وهل يمكن اعتبار تسوير أرض ووضع لوحة يمثلان حديقة كما هو حال حديقة الرصيفة!

أما حديقة الحسينية العامة الواقعة على الطريق الدائري الثالث بالقرب من مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة، والتي قيل إنها «جهزت بمسطحات خضراء وملاعب مجهزة وفق أحدث التصاميم الهندسية، وتطويع البيئة المناخية الحارة التي تتميز بها مكة المكرمة، وذلك عن طريق توفير الإمكانات من حيث التحكم بنسب الهواء والرطوبة والتربة لتلائم العديد من النباتات الاستوائية، والشتوية، والرطبة المستخدمة في الحديقة والملائمة لمناخ مكة المكرمة»، فإننا نسأل أين أعمال الصيانة منها؟

إن ما يحتاجه المواطنون اليوم ليس معرفة مصير حديقة المسفلة، وأين وصلت مراحل تنفيذها، فقد عاشت أجيال عدة على هذا الحلم؟

لكن السؤال أين هي هذه الحدائق التي صممت وفق أعلى المعايير الهندسية، وزودت بملاعب كرة القدم والطائرة والتنس؟


صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2018/03/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد