آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

تغليب المصلحة الوطنية وتحكيم العقل


مصطفى الصراف

الكل بات واعيا ويردد أن هناك مخططا لتقسيم المنطقة العربية المقسمة أصلا بفعل مؤامرة سايكس بيكو، والكل بات على اطلاع على الأدوات والوسائل التي استعملتها الصهيونية العالمية المتمركزة في أميركا وفي الكيان الإسرائيلي، ومن ضمنها التفرقة الطائفية والمذهبية والعنصرية، ولكن في الوقت نفسه كثيرون ممن هم هكذا يقومون بممارسة الاضطهاد الطائفي والمذهبي والعنصري مدفوعين بذاتية ما يحملونه من مكونات تمكنت منهم منذ الصغر؛ بسبب الجهل وعدم إدراك خطورتها ومخالفتها لأوامر الأديان السماوية والدين الإسلامي بصورة خاصة، وقد كبرت معهم وصارت جزءا من مكونهم الفكري، آن الأوان لمراجعة أنفسهم وهم صاروا مدركين لخطورة تبني هذه الأفكار على الوحدة الوطنية ومحاولات الصهيونية استغلالها لتمزيق أوطاننا، فلم يعد ممكنا اليوم الازدواجية في الفكر والتصرف، بل لا بد من التصرف بحزم في رفض أي محاولة لإيقاد جمرة الطائفية والمذهبية والتمسك بمخلفات الماضي الجاهل، لكي لا تكون أداة بيد العدو يحركها ضد وجودنا متى شاء.

ولذلك يجب الكف عن اضطهاد الآخرين على أساس طائفي أو مذهبي أو عنصري، سواء كان ممارسة ذلك إزاء أبناء الوطن الواحد أو بالنسبة إلى الآخرين من الدول العربية أو دول الجوار غير العربية، ويجب عدم خلط الخلافات السياسية بالاختلاف المذهبي والطائفي والعنصري، بل التعامل مع المواقف السياسية وفق المصلحة الوطنية من دون إلباسها غلافا مذهبيا أو طائفيا أو عنصريا، ففي هذا الثالوث كمية كبيرة من السموم لا ينبغي مسها بصورة خاطئة، لأنها ستكون سبب تمزيقنا وفنائنا وتحقيق ما يصبو إليه أعداء أمتنا العربية والإسلامية، الذين يعتمدون في ذلك على جهلنا وعدم قدرتنا على التحكم عقليا في تصرفاتنا وتغليبها على ردود أفعالنا العاطفية والفصل بين هذه الازدواجية. ولا شك في أن هناك نفرا منا يصر على هذه الازدواجية، فيكون أداة بيد أعدائنا، وهذا حتما لا يكون إلا غارقاً في الجهل يجب انتشاله ولو بالقوة عند اللزوم، أو هو عميل كما هي حال كثير من الإعلاميين ووسائل الإعلام التلفزيونية والصحافية، وهو الأمر الذي يجب الحذر منه وتمييزه، فهذه الوسائل أصبحت كثيرة مع كثرة الأموال التي تهدر عليها.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/01/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد