آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

كفاكم "نفياً" فالناس تجده "تأكيداً"


هاني الفردان

نعلم ويعلم الجميع أن كل ما يقوله الناس عن نقص خدمات، أو وجود فساد، أو خوف من شيء، هو كذب في كذب، فبلدنا بخير ولا توجد لدينا أي مشاكل، لا في الصحة، ولا في التعليم، ولا في الإسكان، ولا في البطالة، ولا في أي خدمة.

من يتحدث عن نقص خدمات صحية فهو “مدسوس”، ومن يتكلم عن نقص أدوية فهو “عميل وخائن”، ومن يتحدث عن سوء وتقصير في أي قطاع، التعليم أو الإسكان أو التوظيف فهذا جاحد لكل ما تشهده البلاد من تطور وتقدم يشهد له القاصي قبل الداني.

لو كنا في بلد به معايير حقيقية لمحاسبة المسئولين، لما تجرأ مسئول على تكذيب الناس، لما كان هناك مسئول يهرب من الاعتراف بالأخطاء، لما كان هناك مسئول لا يقول الحقيقة، لما كان هناك مسئول يزيف الواقع.

في البلدان المتقدمة عندما تكثر شكاوى الناس عن سوء خدمة، ولا يجد المسئول حلول لتلك المشاكل والشكاوى يقدم استقالته على الفور ويعترف بقصوره وعجزه.

وفي تلك البلدان لن يسمح لمسؤول باللف والدوران وتجاوز تلك الإشكالات والقضايا ببيانات نفي وتكذيب، فلديها مجالس رقابية وتشريعية حقيقية تحاسب كل مسئول على كل كلمة.

في بلدنا عندما تكون هناك مشكلة وشكاوى متكررة، يخرج المسؤول كبطل بتصريحات متهالكة يرمي فيها القصور والأخطاء على الناس، بل يتهمهم أيضاً!

في بلدنا لدينا سلطة رقابية تشكل لجان تحقيق وتهدد وتتوعد وتقدم صفحات بالمئات عن فساد ومشاكل وقضايا وخروقات، وبعد كل ذلك يختم الأمر بجلسة كلام وفضفضة عبثية بلا نتائج حقيقية تغير من ذلك الوقع السيء.

كم نتمنى أن نصل لمرحلة يخرج فيها المسئولون للاعتراف بالأخطاء والتقصير، ووضع حلول لذلك، بدلاً من تكرار النفي الذي أصبح لدى الناس كتأكيد على وجود المشكلة.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/04/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد