آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد القطامين
عن الكاتب :
خبير التخطيط الإستراتيجي من الأردن

إلى عرب الخليج: أمريكا لن تحارب إيران نيابة عنكم… الجنوح للسلم وتحكيم العقل فضيلة في هذا الزمن الصعب


أ. د احمد القطامين

أعلن وزير خارجية أمريكا شروطه لاستسلام إيران وهي بالمناسبة من حيث المبدأ تتشابه مع شروط الدول الأربع التي وجهتها إلى قطر العام الماضي من حيث نبرة “استسلم لتسلم”.

وأود هنا أن أوجه نصيحة للأشقاء العرب المعنيين بالموضوع.. دعونا نكون صريحين وأكثر عمقا في مناقشة هذا الموضوع ولنتمعن في الأسئلة التالية: إذا حدثت الحرب في المنطقة من سيكون الخاسر الأكبر؟ هل سيتم تدمير إيران، ممكن جدا ولكن من البلدان الأخرى سيدمر أيضا؟ وهل أمريكا مستعدة لتحارب إيران بجنودها أم بجنودكم ؟ أجمالا، إذا بدأت الحرب من المحتمل أن تأخذ السيناريو التالي:

تقوم إسرائيل باستخدام أجواء الجزيرة العربية بإرسال مئات الطائرات لضرب أهداف متعددة في إيران بينما ترسل أمريكا مئات الصواريخ لضرب أهداف اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية في إيران أيضا.. بينما تقوم إيران من جهتها بتلغيم مضيق هرمز وتفجيره  وإغلاقه أمام ناقلات النفط عندها يصبح ثمن برميل النفط حوالي 300 دولار في السوق الدولي ويدخل العالم في حالة من الفوضى الاقتصادية ذات الأبعاد الخطيرة.

ثم تقوم إيران بقصف وتدمير الجسر الذي يربط البحرين بالسعودية بينما توجه صورايخها قصيرة المدى بأعداد كبيرة  إلى منشآت النفط الاستراتيجية في شرق السعودية عندها ستغطي الخليج سحابة هائلة من الدخان والأتربة الناتجة عن احتراق أبار النفط.

وماذا لو قررت إيران أيضا أن تلحق الحد الأعلى من الأذى بالإمارات مثلا؟ ماذا لو سقط صاروخ واحد فقط  في منطقة برج خليفة في مدينة دبي لا سمح الله؟ هل ستكون الخسائر أقل من مئات المليارات من الدولارات في لحظة واحده عندما ينفجر ذلك الصاروخ البالستي الضخم في منطقة حضرية مدنية عالية القيمة من حيث البنية التحتية؟

قد تنشب الحرب وقد لا تنشب.. ولكن من المستفيد من حدوثها إذا حدثت؟ إذا اندلعت حرب كبرى في المنطقة فأن النتيجة الوحيدة الحتمية أنها ستعيد الجميع (إيران والدول الخليجية وإسرائيل) خمسين سنة إلى الوراء، بينما لن تخسر أمريكا شيئا.. وربما أنها قبضت مسبقا أثمان الصواريخ بعيدة المدى التي سترسلها إلى إيران أن حدثت الحرب.

خلاصة الحديث، لا بد من تحكيم العقل ووضع مصالح شعوب المنطقة في الميزان والتوقف عن الانصياع لطريقة الإدارة الأمريكية في التعامل مع المنطقة.. والجميع يعرف كيف تنظر إدارة ترامب للمنطقة كلها عربا وعجما..

الحرب في هذه المنطقة ليست حلا لأية مشكلة، أنها في الواقع صناعة لمئات المشاكل الاستراتيجية المستقبلية التي ستدخل المنطقة العربية برمتها في عصر جديد من الظلام والفوضى، وليس هناك من حل إلا التفاوض بين إيران والدول العربية المعنية لإيجاد حلول لكل القضايا المطروحة بعيدا عن أمريكا وأجنداتها المعروفة.

حفظ الله المنطقة من كل مكروه..

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد