آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

أميركا والتدخل في شؤون الدول


 مصطفى الصراف

أميركا الدولة القارة، تتكون من خمسين ولاية، وكل ولاية في الواقع هي دولة متقدمة، وتمتد حدود أميركا من المحيط الأطلسي وحتى المحيط الهادي، وتتنوع مواردها المادية كما يتنوع شعبها في أعراقه ودياناته، وذلك ما يجعل منها دولة عظمى، حيث انه لا يوجد أي تكتل سياسي آخر بهذه الضخامة. ولكن تلك الضخامة لها تبعات، في مقدمتها صعوبة الإدارة السياسية والإدارية، فهي دولة مخترقة من قبل اللوبيات التي تتسلل إلى مفاصلها الإدارية، كلوبي رجال الأعمال واللوبي الصهيوني ولوبيات أخرى، ولن نتحدث هنا عن الفساد والرشى والسرقات، ولكن سنقتصر هنا في الحديث عن الوضع السياسي والعسكري بصورة عامة. من دون تفصيل، فعلى الصعيد العسكري مثلا رغم أن أميركا تمتلك أكبر وأقوى سلاح في العالم، إلا أنها لم تربح حربا واحدة بداية من الحرب العالمية الثانية لولا أنها استخدمت القنابل النووية ضد اليابان وأبادت سكان جزيرتي ناكازاكي وهيروشيما، وهذا دليل ضعفها وتهورها، فهي الدولة الوحيدة التي استعملت هذا السلاح المحرم. وناهيك عن باقي حروبها التي خاضتها بعد ذلك، سواء في فيتنام أو أفغانستان أو العراق، ما جعلها تستبدل استخدام جيوشها بالمرتزقة والإرهابيين، تقوم بجمعهم من شتات الدنيا ليقوموا بتنفيذ مهامها العسكرية القذرة. والمعضلة الكبرى هو أن الصهيونية العالمية قد وجدت طريقها فيها لتتغلغل في مفاصلها وتهيمن على أجهزتها الإدارية والعسكرية فتسرب شعور العظمة والفوقية الصهيونية على شعوب العالم التي تسميهم الأغيار (يعني جنس أقل درجة منهم) إلى السياسة الأميركية، فصارت تتصرف مع شعوب العالم بغرور وصلف، فلم تعد تقيم وزنا لشعوب العالم الحر، بل صارت تتدخل في شؤون الدول ولا ترضى بنظام لا يسير وفق هواها وإلا عملت على معاداته ومحاولة إسقاطه بكل الوسائل من دون اعتبار للقوانين والمعاهدات الدولية. وفي مقدمة وسائلها؛ الحصار الاقتصادي على الأنظمة المارقة في نظرها، ثم استعمال السلاح العسكري ضدها ثم سلاح الاغتيالات على أيدي جناحيها الـ CIA والموساد الإسرائيلي، وهو ما فعلته في ليبيا والعراق وسوريا ويحدث اليوم مع جمهورية إيران الإسلامية وأخيرا في فنزويلا، فما أن أعلنت النتائج بفوز مادورو بولاية ثانية بأغلبية ساحقة وهزيمة المرشح المدعوم أميركيا حتى بدأت أميركا تندد وتطعن بالنتائج وتنذر بالحصار الاقتصادي وربما تلجأ إلى اغتياله. هذه هي أميركا التي ينظر إليها البعض أنها بلد الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان، ولا أدري إن لم يكن هذا إرهابا، إذا ما هو الإرهاب الذي توزع هي شهاداته على أحرار العالم المتطلعين إلى الاستقلال والسيادة والعيش الكريم.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2018/05/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد