آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إيمان شمس الدين
عن الكاتب :
كاتبة وباحثة كويتية

الحكومات والإصلاح


إيمان شمس الدين

لا نستطيع أن ندين حكومات أو أطرافا بالتورط في دعم الإرهاب بل وتوليده وتسهيل تصدير مكوناته، بل هي مستفيدة من ذلك، ثم نطالبها هي ذاتها بمعالجة الوضع بتكريس دولة المواطن التي هي فوق كل الانتماءات..

العلاج في هذه الدول متفاوت في درجاته ومناهجه الإصلاحية، أيضا درجة الخطورة على تلك الدول، رغم أن الجميع اتفقوا على إحكام القبضة الأمنية، لكن أيضا استغلال هذا القرار ضد الشعوب وخلط الأوراق، بل ونجاعة هذا القرار متفاوت من دولة إلى دولة.

العلاج لا يمكن أن يكون من هذه الجهات وربما الحكومات، كونها متورطة بعمق في دعم الإرهاب، العلاج يجب أن ينطلق من تضافر جهود النخب الصادقة ومؤسسات المجتمع المدني والحقوقيين في نشر الوعي بكل الوسائل المتاحة وتظهير خطورة هذا الفكر على المجتمعات وعلى مستقبل أجيالهم وأبنائهم، حتى يتشكل رأي عام واسع اجتماعي ومؤسساتي يضغط للأعلى لأجل وضع خطة إستراتيجية من الدولة وكل مؤسساتها لمواجهة هذا الخطر بجدية، ومن ثم الدخول من هذا الباب نحو الحل الاستبدالي بدولة المواطنة، ولكن ليس من قمة الهرم، وإنما بضغط قاعدي جماهيري، كون وعي الجمهور وضغطه يخيفها ويدفعها إلى الرضوخ وإن جزئيا كمرحلة أولى.

هذا.. فضلا عن محاولة فضح ممارسات هذه الأطراف على المستوى الحقوقي من الشعوب المتضررة من ضخها للدعم المادي والبشري لدعم «داعش» التي قتلت وفتكت بدولهم وشعبهم ومستقبلهم.

فيكون بذلك هناك ضغط حقوقي خارجي من الدول المتضررة وضغط اجتماعي داخلي ومؤسسي مدني من خلال حملات توعية وتوضيح، تشكل ركيزة انطلاق لدفع الدولة عن وقف استهتارها وتواطئها مع {داعش}.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/02/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد