آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

وعد ترامب.. بلفور جديد!!!


د. نبيل نايلي

“إنني أتّخذ اليوم خطوة تاريخية لدعم قدرات إسرائيل في الدفاع عن ذاتها والتمتّع بمستوى عال من الأمن الذي تستحقّه. إسرائيل سيطرت على مرتفعات الجولان عام 1967 لحماية نفسها من التهديدات المقبلة ” الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

ترامب  على مرسوم يعترف بسيادة الكيان الغاصب على الجولان المحتلنعم فبعد نقله السفارة لمدينة القدس المحتلة هذا ترامب يعترف بضمّه الكيان لمرتفعات الجولان المحتلّة!!
وقّع .
رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، وصف طبعا زيارته الأخيرة لواشنطن بـ”التاريخية”، موضحا لقد: “مرّت 50 عاما حتى حصلنا على هذا الاعتراف..هذا يشكّل مبدأ مهمّا في الحياة الدولية – عندما تشنّ حروبا عدوانية تخسر فيها أراض فلا تأتي لاحقا وتطالب بإعادتها لك. هذه الأراضي تعود لنا ولدينا جذور تاريخية في هضبة الجولان وعندما تحفر هناك بالمعول تعثر على كنس يهودي فاخر نرممه الآن. عدنا إلى الجولان والجولان لنا بحقّ تاريخي وبموجب حقّنا في الدّفاع عن النّفس، والرئيس ترامب اعترف بذلك”!!

رُفع قلم ترامب وجفّت صحف نتانياهو!!!
أما “الحقّ التاريخي والدفاع عن النفس” فمرهونان بقرار المقاوم، سيد نتانياهو!
عمر “وعد بلفور” الجديد الذي منح الكيان عطاء من لا يملك من لا يستحقّ  تماما من عمر وحبر القلم الذي وقّع به ترامب المرسوم وأهداه لناتنياهو تخليدا للذكرى، لا يساوي ثمن الوريقات التي وقّع عليها هذا الأرعن!!!

أما هذا التأكيد “الرسمي” والتشديد على عروبة الجولان ثم عزف نشيد الكيان ومغازلته والهرولة نحو التطبيع ليس فقط نفاقا وجب أن يتوقّف وأن يُفضح بل تشجيع لمثل هذا الترامب ليتمادوا في عنجهيتهم واحتقارهم!

ما فعله الرئيس الأمريكي بشأن الجولان يعكس قناعته بأنّ هذا العالم العربي، على المستوى الرّسمي –على الأقل – لن يكون له أيّ ردّ فعل يذكر، فالخطوات السابقة التي اتخذها ترامب والتي كان على رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان، مثلت اختبارا حقيقيا لردّ الفعل الرّسمي، ظلّت دون ردّ، ومن ثم فالأمريكي ماض قدما في خططه المتعلّقة بالمنطقة.

وما اختيار ترامب لتوقيت وموعد “قمة جامعة الأشاوس”  إلاّ الايغال والإمعان في إذلال هؤلاء الحضور وتزكية قراراته.. أ ليس بإمكانه الإعتراف بسيادة الكيان على الضفة وغزة مثلا؟ ..صمت هؤلاء المجتمعين الأدعياء يقول الكثير!!

في الأثناء يقول وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو: “ذكرت عدّة دول، ولدينا محادثات مستمرّة مع كلّ منها حول هذه المسألة، حول قرارنا وأسباب اعتقادنا أنّ الحديث يدور عن قرار صحيح أصلا “!!!
أ لم يكن “أبسط ردّ سياسي على قرار ترامب هو سحب القمة العربية في تونس المبادرة العربية للسلام من طاولة البحث”؟ جامعة الذلّ لم تُنشأ لهذا طبعا!!!

نعم فـ”قرار ترامب يعبّر عن استهانة بكلّ  القرارات الدولية والإجماع الدولي بأنّ الجولان أرض سورية محتلّة“.

اللاّعب السابق في منتخب مصر لكرة القدم، محمد أبو تريكة، محقّ في قوله: “الجميع يشاهد وصامت، وإبليس الدنيا وكيانه الصهيوني يبيع ويشتري بنا كعرب ومسلمين، ولا حياة لمن تنادي.. الظاهرة الترامبية الجنونية تقود العالم إلى الهاوية “.
ولكن مرسومه لن يكون الحجّة أو المصادرة لحقّ على من يروم التّحرير متى قرّر أن يقاوم -وإن اعتقد وزير خارجية أمريكا بومبيو “بأنّ الربّ يسكن هناك”!!! -ف”الرّهان الحقيقي يظلّ على وعي أجيالنا وشعوبنا، الذي سيأتي يوم نستردّ كرامتنا وأرضنا ومقدّساتنا”..

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/03/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد