آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جيمس زغبي
عن الكاتب :
أكاديمي أمريكي من أصل لبناني و مؤسس و مدير المعهد العربي الأمريكي. كان يقدم البرنامج الأسبوعي فيوبوينت الذي بثه تلفزيون أبوظبي.

الجمهوريون ونزعة «الإسلاموفوبيا»!

 

كشف نقاش الجمهوريين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عدداً من الأكاذيب التي لم تنل التدقيق الإعلامي الذي تستحقه. فقد وجه أحد مؤيدي المرشح دونالد ترامب خلال تجمع جمهوري نُظم في ولاية نيوهامبشر السؤال التالي لمرشّحه: «لدينا مشكلة عويصة اسمها المسلمون، ونحن نعلم أن رئيسنا واحد منهم، ولا بد أنك تعلم أيضاً أنه غير أميركي، وأننا ندرب الكثير منهم في المخيمات برغم أنهم يريدون قتلنا. سؤالي هو: متى يمكننا التخلص منهم؟».
وقد كانت طريقة تهرب ترامب من الإجابة أكثر مدعاة للقلق عندما قال: «الكثير من الناس يقولون إن أشياء سيئة تحدث بالفعل هنا وهناك، ونحن عازمون على معالجتها».


إلا أن وسائل الإعلام الموجهة أغفلت نقطة مهمة عندما سمحت للنقاش غير المنطقي الذي دار بين أعضاء الحزب الجمهوري بالمرور في غياب آلية نقد وتمحيص.
فالشيء الذي غاب عن اهتمام الصحافة أثناء انتقادها لأسلوب معالجة السؤال، هو أن المواقف التي عُبّر عنها عكست العقلية لدى قطاعات من مؤيدي «الحزب الجمهوري». وكنا قد لاحظنا هذه الظاهرة في حملة العام 2010، عندما أطلق الحزب حملة وطنية مناهضة لمشروع بناء مركز إسلامي في الجهة الجنوبية من حي مانهاتن. ثم تكرر الأمر العام 2012، عندما تعهد خمسة من الطامحين الجمهوريين لمنصب الرئاسة بألا تكون هناك أي خدمات إسلامية في إدارتهم، واتضح هذا التوجّه أكثر في 27 ولاية من التي سنّ فيها المشرعون التابعون للحزب قوانين تحظر العمل بتعاليم الشريعة الإسلامية في ولاياتهم.


وبناءً على استطلاع رأي أجريناه في 1 أيلول 2015، أعرب 54 في المئة من الجمهوريين عموما و66 في المئة من مؤيدي ترامب خصوصا عن اعتقادهم أن الرئيس أوباما مسلم. فيما قال 29 في المئة من عموم الجمهوريين و61 في المئة من مؤيدي ترامب إن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة.
وأجد لزاماً عليّ القول هنا إن الزعم بوجود معسكرات لتدريب الإرهابيين المسلمين في مناطق الولايات المتحدة، وهي السلعة الدعائية التي أدت إلى نشوء «جماعات الإسلاموفوبيا» في أقصى اليمين، أصبحت تدر أموالاً طائلة وتجذب الكثير من المشاهدين عند معالجتها على قنوات تلفزيونية شهيرة مثل برنامج «عرض فوكس نيوز».


على أن المسألة لا تنحصر بترامب. إذ إن طروحات جيب بوش تستدعي النقد كذلك، علماً أنه يُعتبر من وجهة نظر عتاة الجمهوريين واحداً من المرشحين الأكثر جدية واحتكاماً إلى العقل والمنطق.
ففي حوار على قناة «سي إن إن»، قال بوش «إن الإدارة التي يقودها الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون خلقت لنا حالة من غياب الأمن إلى درجة لم نكن لنتصورها. ولم يعد هناك مكان واحد في العالم نشعر بأنه أفضل مما كان عليه قبل ست سنوات ونصف السنة».


بعد ذلك، تحوّل جيب إلى موقف دفاعي عن حرب أخيه جورج دبليو بوش في العراق، قائلاً: «لقد أرسل أخي إشارة واضحة بأن أميركا ستبقى قوية وستحارب الإرهاب الإسلامي، وقد نجح في جعلنا نعيش بأمان أكثر!».

 

*المقال لصالح صحيفة السفير اللبنانية.

أضيف بتاريخ :2015/09/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد