آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد النوباني
عن الكاتب :
كاتب سعودي

بعد مطالبته بنزع سلاح حزب الله.. جوتيريش أمين عام أمم متحدة أم مندوب لإسرائيل في الأمم المتحدة؟!


محمد النوباني

لست خبيرا في القانون الدولي ولكنني اعتقد بأن مطالبة أمين عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيرش أمس للدولة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله ووقف عملياته في سوريا هي مخالفة صريحة وواضحة لميثاق الأمم المتحدة وتناقض مع مسئوليته في تطبيق الهدف المركزي الذي أنشأت من أجل تطبيقه بعد الحرب العالمية وهو الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ومنع خطر نشوب الحروب

فهذه المطالبة وعلاوة عن كونها تدخلا فظا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة فأن من شان الأخذ بها تهديد الاستقرار و زعزعة الأمن في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي دولة مركزية مؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة هي سوريا بشكل خاص

ولكي أوضح معنى ما أقول فإن وجود السلاح بيد حزب الله اللبناني مكن هذا الحزب من تحقيق توازن رعب وردع مع إسرائيل التي تحتل فلسطين وهضبة الجولان السورية المحتلة وأجزاء من جنوب لبنان وترفض تطبيق عشرات بل مئات من القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية التي يرأسها جوتيريش لدعم من الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي حال دون تمكن إسرائيل من شن المزيد من الحروب على لبنان ولذلك فان نزع سلاح هذا الحزب كما تريد تل أبيب وواشنطن ولندن من شأنه أن يفتح المجال لحروب جديدة وليس إلى سلام مقيم الأمر الذي يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة كما أسلفنا

وما ينسحب على لبنان ينسحب على سوريا فوقف عمليات الحزب في سوريا قبل استكمال الانتصار على العصابات التكفيرية المسلحة التي جاءت إلى هناك بدعم من أمريكا وإسرائيل والسعودية وعواصم دولية وإقليمية أخرى لإسقاط الدولة السورية يعني توفير الأجواء لتلك العصابات للعودة إلى المناطق السورية التي اضطرت للانسحاب منها وبالتالي لعودة الحرب إلى المربع الأول الأمر الذي يعني أن الأمم المتحدة باتت أداة لإشعال الحروب وليس إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم

القد كان واجب أمين عام الأمم المتحدة الإنساني والأخلاقي بدلا من أن يطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله ووقف عملياته في سوريا أن يطالب إسرائيل بتنفيذ مئات قرارات الأمم المتحدة التي تنص صراحة على انسحاب قواتها من فلسطين والجولان والأجزاء التي لا تزال تحتلها من جنوب لبنان وأن يطالب الولايات المتحدة الأمريكية بوقف دعمها العسكري والسياسي والمالي للاحتلال وكذلك عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع مساءلته

فالمقاومة هي نتيجة للاحتلال وبزوال الاحتلال ينتفي مبرر وجود المقاومة وهذا ما يقوله ميثاق الأمم المتحدة نفسه الذي يبدوا أن أمينها العام لم يقرأه.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/05/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد