آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

«اعرف عدوك»..!

 

مصطفى الصراف ..

كانت سياسة الإعلام العربي في السابق مقاطعة العدو الإسرائيلي لدرجة التجهيل به، فلم نكن نعرف عنه أي شيء بالمطلق نحن كشعوب عربية، لا سيما في الخمسينات والستينات، سوى أن اليهود احتلوا فلسطين وطردوا الفلسطينيين منها، أما ما يدور في الداخل الإسرائيلي أو في الإعلام الإسرائيلي فكان محجوبا عنا.

حتى بعد هزيمة 1967 حيث بدأت بعض النوافذ الإعلامية تفتح لنا لنتعرف على بعض مما يدور في المجتمع الإسرائيلي. وذلك من منطلق «اعرف عدوك» وبداية كان يسرب إلينا مساوئ المجتمع الإسرائيلي واعتداءاته على من تبقى من الفلسطينيين في فلسطين. ثم في السبعينات فتحت النوافذ العربية على إسرائيل؛ وبدأنا نستمع ونرى محطاتهم التلفزيونية ونطلع على أدبياتهم المنشورة باللغة العربية، ونرى ما يقال عن مجتمعهم وقدراتهم العسكرية وعن ديموقراطيتهم، وإذا بها عكس ما كان يروج عنها من تهويل أدخل الرعب في نفوسنا سواء على مستوى فساد قادتها أو قدراتها العسكرية، رغم ما تمتلكه من أكثر الأسلحة تطورا والتي تمدها بها الدول الغربية، باعتبارها قاعدة متقدمة لها. واليوم والعالم العربي منقسم إلى معسكرين سياسيين؛ المعسكر الأميركي وحلفائه من العرب أو ما أطلق عليهم بالاعتدال العربي، والمعسكر المضاد الذي أطلق عليه دول الممانعة والتصدي، ولكل من المعسكرين مؤيدوه من الشعوب العربية، وهذا أمر جيد في اعتقادي، لأن هذا الاختلاف في الرأي يتولد عنه نقاش يؤدي للوصول إلى التطور الفكري؛ لأن من خلال النقاش والحوار سيتم تسليط الضوء على الايجابيات والسلبيات لكل منهما؛ بما يوصلنا إلى معرفة الأفضل للدفاع عن مصالحنا. أما ما هو حادث هذه الأيام، فللأسف هناك تعتيم من قبل المعسكر الحليف لأميركا على إعلام المعسكر المضاد رغم كثرة وسائل إعلام المعسكر الغربي وضآلة إعلام المعسكر الآخر. وهذا في نظري يسبب نقصا وتشويها للفكر العربي؛ لأن الإنسان العربي لا يمتلك الحقيقة كاملة، وهذا يعد اعتداء على عقله، لا سيما أن شباب الأمة العربية اليوم صاروا أكثر تأهيلا لمعرفة الحق من الباطل. ويجب الثقة بملكاته العقلية، وعدم استخدام أسلوب حجب المعلومة عنه ومصادرة حرية الفكر والاختيار لديه. فبسبب حجب وسائل الإعلام للمعسكر الآخر؛ أصبح لا يرى إلا بعين واحدة وغاب عنه المشهد العربي مكتملا.


جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/04/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد