آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

هيا بنا نعيد أخطاءنا!


عبدالله المزهر ..

تعلمت الكثير من الدروس في حياتي لكن درسا واحدا لم أستطع تعلمه حتى الآن، وهو كيف أستفيد من أخطائي ولا أكررها.

أحد الخبثاء قال لي إن هذا يعني أني لم أتعلم أي شيء. وقد يبدو كلامه منطقيا لكني تعلمت ألا آخذ كلام الخبثاء على محمل الجد!

لكن كلامي الحكيم أعلاه يبدو أنه أعجب أحد الطيبين الذي قال مواسيا: وما الذي استفاده الذين تعلموا من دورس الحياة ولم يكرروا أخطاءهم؟!

وقد يبدو كلامه هو الآخر منطقيا لكني تعلمت ألا أهتم لما يقوله الطيبون!

أحيانا أتعامل مع الأخطاء كما أتعامل مع نوعية الأكل الذي أحبه، لدي أخطاء مفضلة، أبحث عنها في كل مرة كما أبحث عن مطعم جيد ثم أرتكبها وأندم. الندم يشبه فاتورة المطعم، شيء غير ممتع ولا مفيد ولكنه شيء لا بد منه، أما ارتكاب الأخطاء فإنه يشبه كأس الشاي بعد وجبة دسمة، لذيذ وممتع وغير صحي!

نحن لا نحصل على كل شيء، فإن كانت ذاكرتنا حيّة فقد نستطيع تلافي تكرار بعض الأخطاء، ولكننا أيضا لن نتخلص من الذكريات السيئة وسنكون صيدا سهلا للتعاسة. لكن حين تكون ذاكرتنا مهترئة فسنقع في ذات الأخطاء مرارا وتكرارا، ولكن الذكريات السيئة لن تحاصرنا وسنكون إلى السعادة أقرب.

لا يمكن الحصول على ذاكرة تمحي الذكريات السيئة وتحتفظ بالذكريات الجميلة وسجل الأخطاء التي يفترض عدم تكرارها.

وعلى أي حال..

أنا لا أحرض على ارتكاب الأخطاء لأن الأمر لا يحتاج إلى تحريض، كل ما في الأمر أني أحرض على التعايش معها.

والذي يعيد ارتكاب الأخطاء ذاتها ـ مثلي ـ لن يتغير حتى لو حاول، المحاولات في حد ذاتها ستصبح أحد الأخطاء المفضلة التي لا يُمل من تكراراها!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/04/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد