آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

المرور والغول والعنقاء والخل الوفي!


عبدالله المزهر ..

يُحكى أنه كان يوجد في سالف العصر والأوان جهاز حكومي اسمه «المرور»، والمرور يا سادة يا كرام هم من كانوا يختصون بأمر تنظيم حركة ما يسمى بالسيارات على الطرقات. ووأحدهم يسمى «رجل المرور» وتكون مهمته ـ منفردا أو في جماعة ـ أن يفك الاختناقات المرورية ويسهل حركة المركبات بأنواعها ويعاقب المخالف، ويجعل من السيارة وسيلة نقل لا وسيلة قتل ومن الشارع طريقا للوصول للغايات وليس مقبرة تُدفن فيها البدايات.

ثم أتى زمن كثر فيه الناس وكثرت سياراتهم وقل عدد رجال المرور حتى إنه من المحتمل أن يصبح هذا «المروري» يوما ما رابع الغول والعنقاء والخل الوفي، وقد يصدقك السامع حين تقول له إنك شاهدت تنينا يسير في أحد الطرق الدائرية ولكنه قد يشك في حديثك حين تخبره أنك رأيت «المرور» يحلون مشكلة مرورية أو يمنعون وقوعها.

فالمخالفات يرصدها «ساهر» والحوادث يباشرها «نجم»، أما نجم المرور نفسه فقد كف عن السهر ونام نومة المستريح «اللي من الهم خالي».

في كل يوم يُقتل على الطرقات في السعودية أكثر مما تقتله الحروب والكوارث الطبيعية، مع ملاحظة أن نصف الشعب ـ ولله الحمد ـ لا «يقدن» ولا يشاركن في هذه المعركة المصيرية. ولو حدث هذا فربما ينخفض عدد السكان في العشر سنوات التي تلي قيادتهن إلى درجة أن السائق لن يجد من يعانده و»يحارشه» في الشارع كما يحدث الآن.

وعلى أي حال..

قد يكون المرور ـ عجل الله فرجه ـ ليس الجهة المسؤولة عن مشكلة كثرة الحوادث وقلة العقوبات، وكثرة الدرباوية والمفحطين وسوء تنظيم حركة المرور، وفوضى الشوارع. وقد يكون كل ما في الأمر أننا قوم نحب التبلي على الغائبين وتحميلهم مشاكل شوقنا إليهم وحاجتنا لهم!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/06/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد